كل عام و انتم بخير 2013

للعام السابع على التوالى تستمر المدونة فى عرض الافكار و نشر الموضوعات الهامة و اللى جاى احلى ..

الاثنين، 30 مارس 2009

نبذة تاريخية عن الإمام أحمد بن حنبل

سبع وسبعوه عاماً هجرياً هي حياة الإمام أحمد بن حنبل –رحمه الله- عاشها في عصر من أزهى عصور الإسلام سلطاناً، وحضارة وثقافة، عاصر فيها ثمانية من الخلفاء العباسيين: المهدي، والهادي، والرشيد، والأمين، والمأمون، والمعتصم، والواثق، والمتوكل. وشاهد الإمامُ عظمة الخلافة العباسية، فقد ثبّتت قواعدها، وامتد سلطانها في أيام المهدي، وتألقت حضارتها، وعظمت هيبتها في زمن الرشيد والمأمون، وتوالت انتصاراتها في خلافة المعتصم، وظلت في قوة وازدهار في عصري الواثق والمتوكل.

وكان النفوذ السياسي في هذا العهد للعنصر الفارسي –في الغالب- لأنه الذي ساعد على قيام الدولة العباسية، ونشر دعوتها، وثلّ عرش الأمويين. وإنْ كان للخليفة العباسي الرأي الأخير والكلمة النافذة. وربما أوجس في نفسه خيفة من معاونيه الفرس، فبطش بهم، كما فعل المنصور بأبي مسلم الخراساني، وكما فعل الرشيد بالبرامكة، والمأمون بالفضل بن سهل.

وإذا كانت الدولة الأموية لم يتمكن فيها الأعاجمُ، فإن دولة بني العباس أصبحت أعجمية خراسانية كما يقول الجاحظ، فالفرس أكثرُ من تولى الأعمال للمنصور، واتخذ الخلفاء ذلك سنة. وفي عصر الرشيد زاد نفوذ الفرس في الدولة لمكانة البرامكة، وأصبح منصب الوزارة فيهم، وظل نفوذهم في ازدياد بتوالي السنين.

واتخذ الفضلُ بن يحيى البرمكي الوزير جنداً من العجم سماهم: العباسية، بلغ عددهم نحو خمس مئة ألف رجل، وجعل ولائهم للعباسيين.

وأقام الرشيد وغيره من الخلفاء علاقات بينه وبين ملوك غربي أوروبا، ومن بينهم شارلمان، ودفع ملوك الدولة الرومانية الشرقية الضرائب للخلفاء.

وفي عهد المعتصم كوّن الخليفة فرقة عسكرية كبيرة في جيش الخلافة من الأتراك بلغ عددها نحو سبعين ألفاً. ولما ضاقت بهم بغداد، وكثرت الخصومات بينهم وبين الفرس، وبينهم وبين العامة، أتى المعتصم (سامراء فاتخذها معسكراً لجيشه وحاضرة ملكه منذ عام 221 هـ، وأصبحت مدينة عظيمة في مدة قليلة، وظلت عاصمة الخلافة حتى عام 289 هـ.

وكانت أم المعتصم (ماردة) تركية من السغد، ولاطمئنانه إلى الأتراك صاروا موضع ثقته وإيثاره، وقد أثر ذلك على العناصر الأخرى، وأخذ النفوذ في الخلافة ينتقل منذ عهد المعتصم رويداً رويداً إلى الأتراك، وقد أساء بعضُهم التصرف، وأضر بالناس، وانتهك هيبة الخلافة، فكرههم الناسُ. وقد هجا (دعبل) الشاعرُ المعتصمَ بسبب ذلك، فقال:

وهمُّك تركيّ عليه مهانة*فأنت له أمّ وأنتَ له أبُ

وكان الفتح بن خاقان –المقتول عام 247 هـ- وزير المتوكل تركياً، وقد عهد إلى الجاحظ أن يكتب رسالة عن مناقب الأتراك وعامة جند الخلافة ليخفف بها من كراهية الناس لهم، ولكن ذلك لم يُجْدِ.

وقد حفل عصرُ الإمام أحمد بكثرة ثورات العلويين، وخروجهم على الخلافة لاضطهاد العباسيين لهم، وبخاصة في عهدي الرشيد والمتوكل.

ولم تخلُ البلادُ في عصر الإمام من الفتن والحروب والثورات، كثورة الراوندية –أتباع ابن الراوندي الرافضي- والزنادقة في فارس والعراق، والخرّمية أتباع بابك الخرمي الذي ملك الجبل أكثر من عشرين عاماً (201-223 هـ) حتى قضى المعتصم على ثورته.

وكانت غزوات الصيف والشتاء مستمرة، وأكثر ما كانت موجهة إلى الإمبارطورية الرومانية الشرقية في سهول آسيا الصغرى –وخاصة في زمن الرشيد والمعتصم-.

وقامت إمارات مستقلة في نواحي دولة الخلافة، كالدولة الطاهرية في خراسان –وهي فارسية- والدولة الدلفية بكردستان –وهي عربية- وسواهما.

وقد كان للفقهاء والمجتهدين سلطانهم في الخلافة، ومكانتهم في الدولة، وكان الإمام أحمد –الذي كان جده من المجاهدين في سبيل قيام الدولة، وكان أبوه قائداً صغيراً من قوادها – يدعو للدولة بالاستقامة، وللناس بالرشد، ومع غضبه من أمور الخلافة فلم يحرض الناس على الخلفاء، والخروج عليهم، لمخالفة ذلك لأحكام الشريعة، وما ينتج عنه من المفاسد العظيمة.

وقد نأى عن الخلافة واعتزلها، وامتنع عن أخذ الأعطيات، وابتعد عن السياسة إلى العلم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يشايع الولاة ولم يحرض عليهم. وعاش راغباً عن العطاء، منصرفاً للعلم انصرافاً تاماً. ومع ذلك فقد قاوم مذاهبهم المنحرفة من مثل القول بخلق القرآن، ووقف كالطود الشامخ في تلك المحنة التي ابتلي فيها المسلمون، ولم يثبت فيها إلا القلة. فرحمه الله وجميع الصابرين.

وتميزت الحياة الاجتماعية في هذا العصر بتعدد العناصر التي يتألف منها المجتمع: من عرب وفرس وترك وروم وهنود وزنوج.. وغير ذلك من الأجناس التي يربط بينها رابط الإسلام وتجتمع تحت كلمة التوحيد: لا إله إلا الله محمد رسول الله.

وكان النفوذ في الخلافة ينتقل بين أيدي القواد والوزراء من الفرس والترك، وكان الثراء والترف يشمل طبقة كبيرة من المجتمع –كبار رجال الدولة، وبعض رجال التجارة والصناعة- وقد مظاهر ذلك الثراء والترف في عمران المدن وبناء القصور وما أنفق فيها. فروايات التاريخ –وإن كانت فيها مبالغة- تروي أن المعتصم أنفق على بناء (سامراء) أموالاً طائلة، وكذلك فعل المتوكل في بناء قصره الجعفري، وتنقل أيضاً: أن محمد بن سليمان الهاشمي أهدى إلى الخيزران –زوجة المهدي- مئة وصيفة، في يد كل واحدة جام من ذهب، وزنه ألف مثقال، مملوء مسكاً.

وكان في المجتمع كثير من الفقراء ومتوسطي الحال من عامة الناس، وقد صوّر أبو العتاهية حياة هؤلاء في قصيدة تحدث فيها عن الغلاء، فقال للرشيد:

مَن مبلغ عني الإما

مَ نصائحاً متواليَه

إني أرى الأسعارَ أســـــ

ــــــعارَ الرعية عاليَه

مَن للبطونِ الجائعا

تِ وللجسومِ العاريه


ولتعدد عناصر المجتمع، وتنوع الحياة الاجتماعية واختلاف الوجهات والآراء كانت البلاد معرضة للنِّحَل، ومجالاً للمذاهب السرية، وأصحاب الدعوات المختلفة. فكان فيها أهل السنة والحديث، وكان فيها التشيع برجالاته، والاعتزال بطوائفه، وكانت فيها الفلسفة بمختلف مذاهبها، والعلوم الحديثة بشتى أنواعها. وكان لأهل السنة والجماعة دور كبير في مكافحة الشك في الدين والفساد في المجتمع والدعوة إلى الاعتصام بالكتاب والسنة. وكان بين جميع هذه الطوائف جدل شديد ومناقشات وخصومات. وهكذا عاش الناس في امتزاج وتوليد بين مختلف العناصر والأجناس، وفي صراع شديد بين الآراء والمذاهب: بين دعوة الإسلام الخالصة، ودعوات الشعوبية الجامحة، وبين حياة الإيمان وحياة الزندقة، وبين عيشة الجد وعيشة اللهو، مما أثر في الحياة الاجتماعية في هذا العصر.

ولم يكن الإمام أحمد رحمه الله بعيداً عن ذلك كله، بل كان له أثره في حياته كأي عالم يهتم بمشكلات أمته ويسعى لصلاحها.

وصاحب ذلك ازدهارُ بغداد وحضارتها، وازدهار العواصم الإسلامية الكبرى في مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

من مقدمة كتاب : "أصول مذهب الإمام أحمد" للدكتور عبد الله بن عبد المحسن عباد

المبادئ الأربعة للنجاح

جميعنا يبحث عن أسباب النجاح وجميعنا يعتقد أنها صعبة.

البعض يولد بها والبعض الآخر يحاول اكتسابها. وقد يتحقق الحلم لكلا الطرفين في النهاية ولكن الأول يسير بسلاسة ويسر، والثاني بجهد وقدر كبير من الانضباط.

الفرق بين الناجح بطبعه.. ومن يحاول النجاح.. كالفرق بين من وُلد رشيقاً ومن يهلك نفسه.. بالريجيم.. كي يصبح كذلك.

الأول نتيجة طبيعية للبيئة الجيدة والظروف المناسبة والثاني "مكافح" يدرك أكثر من غيره صعوبة الإنجاز وأهمية التضحية.

وسواء كنت ناجحاً بطبعك.. أو تسعى للنجاح.. فاعلم أن الإنسان الناجح هو من يملك أكبر قدر من مبادئ النجاح.

وهذه المبادئ تختلف في أهميتها باختلاف الهدف الذي تسعى إليه. ولكن يمكن القول أن هناك.. أربعة مبادئ.. يصعب إنجاز أي هدف بدونها.


المبدأ الأول: الالتزام ببرنامج واضح وخطة مدروسة

فإن لم تلتزم ببرنامج واضح.. نحو هدف معين.. فلن تصل أبداً. يجب أن تحدد هدفك أولاً ثم ترسم الخطة المناسبة والزمن المتوقع لتنفيذها.

يجب أن تطرح أكبر قدر من الحلول ثم تأخذ أفضلها وأقربها للواقع.. الفرق بين الناجح والفاشل أن الأول يسير بخطى مدروسة نحو هدف معلوم في حين يسير الثاني عشوائياً بغير التزام ولا خطة ولا طموح.. أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على سراط مستقيم.


المبدأ الثاني: نظم وقتك ولا تستسلم للعشوائية

تنظيم الوقت جزء من الالتزام الشخصي السابق، فجميعنا يشكو من ضيق الوقت وقلة الفرص، ولكن الحقيقة هي أن معظمنا يعيش بطريقة عشوائية فينهي يومه بلا إنجاز حقيقي تخيّل لو اقتطعت من كل يوم ساعة واحدة فقط.. ومن هذه الساعة اقتطعت 30دقيقة لحفظ القرآن، وعشر دقائق لحفظ حديثين، وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات إنجليزية، وعشر دقائق لحفظ خمس كلمات فرنسية.. إن التزمت بهذه الخطة سيأتي يوم تختم فيه القرآن وتتقن لغتين أجنبيتين وتحفظ قدراً هائلاً من الأحاديث النبوية.. وتذكر أنها ساعة فقط.


المبدأ الثالث: استغلال الفرص والاستعداد لها

كل إنسان يولد ومعه رصيد معين من الفرص.

البعض يستغلها بشكل جيد والأغلبية تتهرب منها لمجرد أنهم فوجئوا بها، لذا إن أتتك الفرصة وشعرت برغبة جامحة في الهرب فاعلم أنها لحظة المغامرة وعناد الذات.. ليس هذا فحسب بل يجب أن تستعد مسبقاً وتهيئ نفسك للمفاجآت.

قبل فترة مثلاً اتصل بي رئيس إحدى المجلات السياحية وطلب مني الكتابة لديهم. حينها شعرت برغبة في الاعتذار ولكنني.. عاندت نفسي.. وقبلت التحدي. وبعد الموافقة قال لي: سنترك لك فترة أسبوع كي تزودنا بأول مقال.

ولكن ما أن أنهى المكالمة حتى أرسلت له سبع مقالات بالفاكس.. هل تعرف كيف أتيت بها؟.. كنت مستعداً لعرض كهذا.. ورافع على جنب.. مجموعة من المقالات السياحية.

المبدأ الرابع: الثقة بالنفس والاعتماد على الخالق

من الطبيعي أن تفشل لمرات عديدة ولكن لا يجب أن يؤثر هذا بثقتك بنفسك، فالفشل تجارب أولية.. وضرورية.. للوصول للتركيبة الناجحة، ولكن المشكلة أن معظم الناس ينسحبون من أول تجربة وبالكاد يخوض الثانية.

يجب أن تملك الإصرار والثقة ولا تقف ساكناً تجتر الأفكار المثبطة.. بل على العكس، يجب أن تتوقع ظهور العقبات والحاسدين والظروف المعاكسة.. وحين تخور قواك بعض الشيء تذكر بصدق أن: ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

طائر حالم


هل جربت أن تحلم حلماً كبيراً؟


هل جربت أن تعيش هذا الحلم؟


هل عشت حلمك ثم اكتشفت متأخراً أن حلمك تحول لكابوس مخيف؟


فأنت لتحلم, يجب أن تفرد جناحيك, وتحلق عالياً في السماء, ثم تمر على بلاد جديدة, ومخاطر عديدة..


تمر على بحر غامض, لو شعرت بالإجهاد وسقطت فيه فأسماك القرش الدموية ستنهش لحمك.


تمر على جبال شاهقة, بصخور مدببة تلمع تحت أشعة الشمس تتربص لتخترق جسدك لو سقطت فوقها.


تمر على أرض مليئة بوحوش ضوارٍ لو اقتربت من الأرض ستهاجمك, فهي لا تفكر سوى في الغذاء.


ويحدث المحظور..


يضطرب جناحك.فتسقط في الماء..


يحدث المحظور..وتسقط على الصخور..


يحدث المحظور..وتهبط على الأرض.


ربما يكون السبب في أنك لم تفهم طبيعة حلمك جيداً..ربما تكون اندفعت, وتهورت, فأصبح ما تريده هو أخشى ما تخشاه, وما تتمناه , هو ما تهرب منه.


وتقرر في يأس أنك لن تحلم مرة أخرى.


تقتنع أنك كنت مجنوناً يجب أن يفيق.


وتضع خطة لتعود للحياة مرة أخرى معافى من الجنون.. من الحلم


وتمر بك الأيام, والأشهر والسنون.


قد تحققت إخفاقات ثم نجاحات, وقد تكون نجاحات عظيمة وسلم مجد طويلاً صعدت خطواته بكفاح مرير, و يتحدث بكفاحك ونجاحك كل من حولك..ولمَ لا؟, فأنت رجل ناجح..في نظر الجميع.


أنت حققت مايستحق أن تحسد عليه..كلهم يرونك رجلاً سعيداً.


معك المال..الوظيفة..ربما زوجة جميلة, وأبناء سعداء.


لكنك وحدك تعلم جيداً أنه في المساء حين تظلم الدنيا, وتستريح الأبدان ,وتستلقي على فراشك لا تتمكن من النوم من الأرق..تمر بك كالطيف ذكرى حلمك القديم,


وفي لحظة تنسى الأيام..تنسى الشهور والسنين, تنسى نجاحاتك وإنجازاتك وتعود للحظة الحلم.. لحظة التحليق عالياً في سماء النور الخاص بك. تضطر لتفيق..لتنام, فأمامك في الغد يوم طويل.


أيام أخرى تمر بك. تستيقظ في منتصف الليل تصرخ من الفزع على إثر كابوس أعاد عليك الأيام الصعبة التي أفسدت حلمك.


وتظل في هذا الصراع طويلاً, حتى تأتي لحظة بعينها.


لحظة تحسم فيها الصراع.


تقرر أنك لن تحيا لحظة واحدة بغير أن تحلم..


حلمك..جنون الماضي.


وبخطوة جريئة تضرب بجناحيك في الهواء..متوقعاً أن تكون قواك قد خارت, وأجنحتك قد ضمرت, فإذا بك تفاجأ بجناحين قويين, وفي ثوانٍ تجد نفسك تحلق في السماء.


لا تكاد تصدق ما ترى..تشعر بتلقائية أن الوقت قد حان..تأخذ طريقك مبتعدًا..نحو حلمك..تطير وتطير.. تمر فوق بحر الظلمات..تشعر بتعب ..تريد أن تستريح, ترى زعانف أسماك القرش ,ولكن بطرف عينك تبصر طوفاً خشبياً فوق الماء..تهبط فوقه..تأخذ حذرك من القروش التي لا ترحم, وحين يكثر عددها وتهاجم الطوف, تكون قد استعدت قواك, فتنطلق مندفعاً وصوت الطوف يتحطم بين أسنان القرش يدفع في نفسك وجناحيك مزيداً من الإصرار.


تبصر الجبال..تدخل في عاصفة تطيح بك, تقترب بسرعة من الصخور المدببة..وفي آخر لحظة تبصر بعين الحياة, عش صقر كبير على جوف الصخور, تهبط فوقه.. قدرك أن الصقر غير موجود, وفرخه الصغير منقاره لم يكتمل بعد ليؤذيك.


الآن يجب أن تواصل الطيران, فالصقر لن يكون شديد السعادة حين يراك تتشاجر مع فرخه الصغير .


لم يبقَ أمامك سوى أرض الوحوش الضارية, لكن قلبك الآن غير قلبك من قبل..لقد تخطيت بحر الظلمات, وجبل الصخور. وبإذن الله ستجد ما يمنع عنك وحوش الأرض.


بالفعل تبصر شجرة عالية قد تنفعك لتستريح مرة ثالثة,


وفجأة


في لحظة القدر التي انتظرتها طويلًا, ترى شمس حلمك تشرق عالياً في السماء..حلمك يراك كما تراه, يناديك..يشتاق إليك..


تنسى الراحة ..تنسى التعب الآن كل الألم تحول إلى أمل...تضرب بكفاح بجناحيك في الهواء,.


كل تردد تحول إلى يقين..


تصرخ كل ذرة في عقلك..حلمي يناديني


تبتسم, وتكمل طريقك..


............ ..


توقف الرجل عن القراءة عند هذه الكلمة, وبعين مبللة بالدموع نظر في الجمع المحيط به , من رجال ونساء وأطفال ليستمعوا للوصية الأخيرة للمتوفى..


خلع الرجل نظارته وقال بكلمات مخنوقة بالدموع:


قبل أن يموت , تحدثت إليه..


كان متألقاً سعيداً كعصفور يحلق, ليذوب, في قرص الشمس.


بقلم د.صيدلي عمر حمدي

طائر حالم

هل جربت أن تحلم حلماً كبيراً؟

هل جربت أن تعيش هذا الحلم؟

هل عشت حلمك ثم اكتشفت متأخراً أن حلمك تحول لكابوس مخيف؟

فأنت لتحلم, يجب أن تفرد جناحيك, وتحلق عالياً في السماء, ثم تمر على بلاد جديدة, ومخاطر عديدة..

تمر على بحر غامض, لو شعرت بالإجهاد وسقطت فيه فأسماك القرش الدموية ستنهش لحمك.

تمر على جبال شاهقة, بصخور مدببة تلمع تحت أشعة الشمس تتربص لتخترق جسدك لو سقطت فوقها.

تمر على أرض مليئة بوحوش ضوارٍ لو اقتربت من الأرض ستهاجمك, فهي لا تفكر سوى في الغذاء.

ويحدث المحظور..

يضطرب جناحك.فتسقط في الماء..

يحدث المحظور..وتسقط على الصخور..

يحدث المحظور..وتهبط على الأرض.

ربما يكون السبب في أنك لم تفهم طبيعة حلمك جيداً..ربما تكون اندفعت, وتهورت, فأصبح ما تريده هو أخشى ما تخشاه, وما تتمناه , هو ما تهرب منه.

وتقرر في يأس أنك لن تحلم مرة أخرى.

تقتنع أنك كنت مجنوناً يجب أن يفيق.

وتضع خطة لتعود للحياة مرة أخرى معافى من الجنون.. من الحلم

وتمر بك الأيام, والأشهر والسنون.

قد تحققت إخفاقات ثم نجاحات, وقد تكون نجاحات عظيمة وسلم مجد طويلاً صعدت خطواته بكفاح مرير, و يتحدث بكفاحك ونجاحك كل من حولك..ولمَ لا؟, فأنت رجل ناجح..في نظر الجميع.

أنت حققت مايستحق أن تحسد عليه..كلهم يرونك رجلاً سعيداً.

معك المال..الوظيفة..ربما زوجة جميلة, وأبناء سعداء.

لكنك وحدك تعلم جيداً أنه في المساء حين تظلم الدنيا, وتستريح الأبدان ,وتستلقي على فراشك لا تتمكن من النوم من الأرق..تمر بك كالطيف ذكرى حلمك القديم,

وفي لحظة تنسى الأيام..تنسى الشهور والسنين, تنسى نجاحاتك وإنجازاتك وتعود للحظة الحلم.. لحظة التحليق عالياً في سماء النور الخاص بك. تضطر لتفيق..لتنام, فأمامك في الغد يوم طويل.

أيام أخرى تمر بك. تستيقظ في منتصف الليل تصرخ من الفزع على إثر كابوس أعاد عليك الأيام الصعبة التي أفسدت حلمك.

وتظل في هذا الصراع طويلاً, حتى تأتي لحظة بعينها.

لحظة تحسم فيها الصراع.

تقرر أنك لن تحيا لحظة واحدة بغير أن تحلم..

حلمك..جنون الماضي.

وبخطوة جريئة تضرب بجناحيك في الهواء..متوقعاً أن تكون قواك قد خارت, وأجنحتك قد ضمرت, فإذا بك تفاجأ بجناحين قويين, وفي ثوانٍ تجد نفسك تحلق في السماء.

لا تكاد تصدق ما ترى..تشعر بتلقائية أن الوقت قد حان..تأخذ طريقك مبتعدًا..نحو حلمك..تطير وتطير.. تمر فوق بحر الظلمات..تشعر بتعب ..تريد أن تستريح, ترى زعانف أسماك القرش ,ولكن بطرف عينك تبصر طوفاً خشبياً فوق الماء..تهبط فوقه..تأخذ حذرك من القروش التي لا ترحم, وحين يكثر عددها وتهاجم الطوف, تكون قد استعدت قواك, فتنطلق مندفعاً وصوت الطوف يتحطم بين أسنان القرش يدفع في نفسك وجناحيك مزيداً من الإصرار.

تبصر الجبال..تدخل في عاصفة تطيح بك, تقترب بسرعة من الصخور المدببة..وفي آخر لحظة تبصر بعين الحياة, عش صقر كبير على جوف الصخور, تهبط فوقه.. قدرك أن الصقر غير موجود, وفرخه الصغير منقاره لم يكتمل بعد ليؤذيك.

الآن يجب أن تواصل الطيران, فالصقر لن يكون شديد السعادة حين يراك تتشاجر مع فرخه الصغير .

لم يبقَ أمامك سوى أرض الوحوش الضارية, لكن قلبك الآن غير قلبك من قبل..لقد تخطيت بحر الظلمات, وجبل الصخور. وبإذن الله ستجد ما يمنع عنك وحوش الأرض.

بالفعل تبصر شجرة عالية قد تنفعك لتستريح مرة ثالثة,

وفجأة

في لحظة القدر التي انتظرتها طويلًا, ترى شمس حلمك تشرق عالياً في السماء..حلمك يراك كما تراه, يناديك..يشتاق إليك..

تنسى الراحة ..تنسى التعب الآن كل الألم تحول إلى أمل...تضرب بكفاح بجناحيك في الهواء,.

كل تردد تحول إلى يقين..

تصرخ كل ذرة في عقلك..حلمي يناديني

تبتسم, وتكمل طريقك..

............ ..

توقف الرجل عن القراءة عند هذه الكلمة, وبعين مبللة بالدموع نظر في الجمع المحيط به , من رجال ونساء وأطفال ليستمعوا للوصية الأخيرة للمتوفى..

خلع الرجل نظارته وقال بكلمات مخنوقة بالدموع:

قبل أن يموت , تحدثت إليه..

كان متألقاً سعيداً كعصفور يحلق, ليذوب, في قرص الشمس.

بقلم د.صيدلي عمر حمدي