كل عام و انتم بخير 2013

للعام السابع على التوالى تستمر المدونة فى عرض الافكار و نشر الموضوعات الهامة و اللى جاى احلى ..

الجمعة، 30 أبريل 2010

بطولة الألتراس

قد يكون مدير فني هو السبب في فوز فريقه ببطولة، وقد يكون هداف مميز أو صانع ألعاب مهاري أو حارس مرمى مخضرم هو سبب فوز فريقه ببطولة، أما أن يكون جمهور مخلص ووفي هو السبب الرئيسي لفوز فريقه ببطولة فأعلم أننا نتحدث عن ألتراس أهلاوي.
ففوز الأهلي ببطولة الدوري في الموسم الحالي لم يكن السبب الرئيسي فيه هو حسام البدري المدير الفني للأهلي مثلما كان جوزيه سببا رئيسيا في تتويج الأهلي بالدوري في المواسم السابقة بخططه المبتكرة وتبديلاته الرائعة.
كما أن لاعبي الأهلي في الموسم الحالي لم يكن من بينهم "سوبر ستار" أو نجم مميز اعتمد عليه الفريق طوال الموسم مثلما كان يحدث في المواسم الماضية مثل الأنجولي فلافيو أمادو، أو أمير القلوب أبو تريكة، أو الهداف عماد متعب، أو حتى الحارس العملاق عصام الحضري.
فالموسم الحالي لم يستمر لاعب في الأهلي على مستواه المعهود طوال الموسم، فبداية الموسم شهد تألق لأحمد حسن قائد منتخب مصر، ثم تراجع مستواه قليلا ليسلم الشعلة لأبو تريكة الذي تألق أيضا لفترة، ثم جاء عماد متعب ليتألق بصورة كبيرة لفترة طويلة بتسجيله العديد من الأهداف المؤثرة، قبل أن يختتم أسامة حسني مسيرة التتويج في نهاية الموسم أمام المنصورة، كما حمل الموسم بعض التألق لمحمد بركات على فترات متباعدة.
أما النجم الحقيقي للأهلي هذا الموسم فكانت جماهيره العملاقة والغفيرة، وأخص بالذكر رابطة ألتراس أهلاوي، التي كانت نجم الموسم منذ بدايته وحتى نهايته، ولم تبتعد عن الفريق ولم يتراجع مستواها طوال الموسم، كما أنها وقفت بجوار الفريق في فترات الكبوات وتراجع المستوى وساندته ولم تهاجمه أو تهاجم لاعبيه.
جماهير الألتراس رسمت صورة رائعة في لقاء الأهلي والمنصورة الختامي بلوحات فنية مميزة لتتوج جهودها طوال موسم كامل خلف الفريق الأحمر فكانت اللاعب رقم 1 وليس اللاعب رقم 12 مثلما في الأندية الأخرى.
وأتمنى من ادارة الأهلي أن تكافىء هذه الجماهير العظيمة بتخفيض قيمة التذاكر في مباراة الاتحاد الليبي الصعبة المقبلة يوم 9 مايو حتى يمتلىء الملعب عن أخره لأن الفريق يحتاج هذه الجماهير خلفه في هذه المباراة العصيبة.
كما أتمنى من الاعلاميين الذين قاموا بمهاجمة الألتراس لفترات طويلة وانتقادهم عندما كانوا يخطئون أن يتراجعوا عن انتقادهم وأن يشيدوا بهؤلاء بعدما أعطوا صورة مختلفة للتشجيع في الملاعب المصرية.
ويبقى نقطة سلبية واحدة أناشد فيها هذه الجماهير وهي التوقف عن الشتائم والسباب ضد أي أشخاص والاكتفاء بلافتات السخرية اللطيفة حتى تكتمل الصورة الرائعة وحتى لا تدخل مثل هذه الألفاظ إلى بيوتنا.
نقطة أخيرة:
اذا كانت جماهير الأهلي هي النجم الأول في تتويج الأهلي ببطولة الدوري، فإن الفرنسي هنري ميشيل المدير الفني السابق للزمالك وممدوح عباس رئيس النادي الأبيض الذي قام بتعيينه هم السبب الثاني في تتويج الأهلي بالدرع، ويستحقوا مكافأت ضخمة من إدارة الأهلي.

الأربعاء، 28 أبريل 2010

حقيقة القساوسة

مع انفجار الفضائح الجنسية داخل الفاتيكان"مؤسسة الشيطان" والتي حولت أقدم كنيسة مسيحية لمسرح مفتوح للفضائح والمخازي التي يعف بسطاء الناس عن اقترافها ..هذا الإنفجار فتح بابا للتساؤل ...لماذا يرتكب القساوسة أبشع الجرائم الأخلاقية التي يعف عنها عامة الشعب ؟


بل تجاوزته للعديد من كبار القساوسة المحيطين بالبابا ..فالأنبا مرقس أسقف شبرا والمتحدث الإعلامي للكنيسة تعرض لمحاكمة سرية ولولا خوف الكنيسة من تكرار مشهد برسوم المحرقي لتم شلحه وطرده من الكنيسة بسبب علاقته الجنسية مع سكرتيرته الخاصة التي تحدثت الصحف عن زواجه بها مخالفا بذلك قانون الرهبنة .
مصر أيضا ليست بعيدة عن هذا الصخب ...فلم تقتصر فضائح الكنيسة على القمص برسوم المحرقي –ذائع الصيت – وحسب...
والأنبا بيشوي – الرجل الثاني في الكنيسة- لاتزال المواقع المسيحية تتحدث عن علاقته الدنسة بالمحامية الفاتنة "هدى جمال" التي طلقها بيشوي من زوجها ثم خص بها نفسه لتصبح محظيته "المقدسة" التي لا تفارق مكتبه في الكاتدرائية .

ولم يعد سراً أن القمص بولا فؤاد كاهن البلينا والرجل القوي في مطرانية سوهاج تم شلحه مؤخرا بعد شكوى من أحد كبار التجار النصارى في سوهاج والذي ضبط الكاهن الورع في أحضان زوجته وتقدم بعدة شكوى تجاهلتها الكنيسة فحضر إلى الكاتدرائية بصحبة محامي وأمهل الكنيسة أيام ليتم شلح الكاهن أو سيلجأ الرجل للإعلام والقضاء .

وفي هذا السياق أيضا تبرز قضية الاتجار بالأطفال التي احترفها القساوسة وتربحوا من ورائها والتي يتكشف منها كل يوم ما يدعوا للخجل واخرها قضية القس أغسطينوس موريس حليم كاهن كنيسة مصطفى كامل بالاسكندرية الذي استثمر فجور بنات كنيسته وبدء في الاتجار باطفالهن من السفاح ثم هرب بعدما طلبت النيابة القبض عليه في قضية بيع طفل سفاح لعائلة امريكية بمئات الالاف من الدولارات .
 
نعود إلى السؤال الهام ... لماذا المعادلة مقلوبة... ولماذا يقترف القساوسة أبشع الجرائم التي يتعفف عنها عامة الناس ؟
الإجابة في كتاب الله تعالى:
{يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله} [التوبة:34].
قال الشعبي: "كل أمة علماؤها شرارها إلا المسلمين، فإن علماءها خيارها".
ووضح ذلك ابن تيمية فقال: وذلك أن كل أمة غير المسلمين فهم ضالون، وإنما يضلهم علماؤهم، فعلماؤهم شرارهم، والمسلمون على هدى وإنما يتبين الهدى بعلمائهم، فعلماؤهم خيارهم. - (ج 2 / ص 379).
 
إن علماء كل أمة هم رأسها وعنوانها.. فعلماء النصارى رأس الضلال وسدنته على مر العصور ..
ودعونا نتأمل وصف الفيلسوف إسبينوزا لهم في رسالته في اللاهوت والسياسية 115..
"لقد دهشت مرارا من رؤية أناس يفتخرون بإيمانهم بالدين المسيحي أي يؤمنون بالحب والسعادة والسلام والعفة والإخلاص لجميع الناس، ويتنازعون مع ذلك بخبث شديد ويظهرون أشد أنواع الحقد، بحيث يظهر إيمانهم في عدائهم لا في ممارستهم للفضيلة.

ومنذ زمن طويل وصلت الأمور إلى حد أنه أصبح من المستحيل التعرف على نوع عقيدة الشخص...، ولقد بحثت عن سبب هذا الشر ووجدته دون عناء في النظر إلى مهام تنظيم الكنيسة على أنها شرف وإلى وظائف القائمين بالعبادة على أنها مصدر للدخل، فأصبح الدين عند العامي إسباغا لمظاهر التكريم على رجال الدين، ومنذ أن شاع هذا الفساد داخل الكنيسة فقد استحوذت رغبة جارفة في دخول الكهنوت على قلوب أكثر الناس شرا، وانقلب الحماس لنشر الدين إلى شهوة وطموح مزر، وتحولت الكنائس إلى مسارح لا يسمع فيها الفرد علماء الدين بل خطباء الكنيسة الفصحاء الذين لا رغبة لديهم في تعليم الناس بل يستهدفون إثارة الإعجاب بهم، وينالون علنا من المنشقين عليهم، ويفرضون تعاليم جديدة لم يتعودها أحد لإثارة دهشة العوام.

وقد أدى هذا الموقف بالضرورة إلى صراع مر وإلى حسد وحقد لم تستطع السنوات الطويلة التخفيف من حدتها، فلا عجب أن لم يبق من الدين الأصلي إلا العبادة الخارجية ( مع العلم أن هذه الأخرى محرفة بنص اعتراف علماء الكتاب المقدس ولاهوت النصارى )، وهي عند العامة أقرب إلى التملق منها إلى عبادة الله؛ إذ لم يعد الإيمان إلا تصديقا أعمى بأوهام متعصبة وأية أوهام متعصبة؟

إنها أوهام أولئك الذين يحطون العقلاء إلى مستوى البهائم لأنها تمنع ممارسة الحكم وتعوق التمييز بين الخطأ والصواب، وتبدو كأنها وضعت خاصة لإطفاء نور العقل".

هكذا وصفهم الرجل من عشرات السنين ولايزال وصفه نضاً طرياً كأنما يصف لنا اليوم شنوده و مكاري يونان ومرقص عزيز ومتياس منقريوس ويؤانس وبيشوي ومرقص وعبد المسيح بسيط وغيرهم من عصابة الأشرار الفجار .

المسجد الأقصى وأسطورة الهيكل اليهودي

عندما نقف على حقيقة الهيكل الذي نسج اليهود المعاصرون حوله أسطورة كبيرة، ويتخذونها اليوم ذريعة، لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة لهدم المسجد الأقصى، ندرك للوهلة الأولى أنه ليس للهيكل وجود حقيقي، بل هو أسطورة يهودية نسجتها أيدي أحبار وحاخامات اليهود، ثم نسبتها إلى نبي الله سليمان - عليه السلام-، والثابت تاريخيًا - وكما جاء في السنة النبوية - أن سليمان، عليه السلام، لم يبنِ هيكلاً كما تزعم التوراة، بل الثابت أنه بنى لله تعالى مسجدًا وهو المسجد الأقصى، وإن قصة الهيكل كما ترويها الكتب المقدسة عند اليهود قصة خرافية، والهيكل نفسه ليس له وجود حقيقي في التاريخ.
ويدل على ذلك الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد أن أبا ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت: ثم أي قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة".
وجاء في شرح الحديث في فتح الباري لابن حجر العسقلاني وتفسير ابن كثير، أن أول من أسس مسجد بيت المقدس، وهو المسجد الأقصى هو آدم عليه السلام؛ ليكون قبلة لبعض ذريته، وذكر بعض أهل العلم أن أول من بنى المسجد الأقصى هو إبراهيم عليه السلام، وأن داود عليه السلام أراد تجديد ذلك البناء، ولكنه لم يكمله فأكمله ابنه سليمان عليه السلام وأتمه وبناه بناء عظيمًا.
وفي ذلك يقول العلامة عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته "أراد داود عليه السلام بناء مسجده علي الصخرة فلم يتم له ذلك وعهد به إلى ابنه سليمان فبناه لأربع سنين من ملكه ولخمسمائة سنة من وفاة موسي عليه السلام واتخذ عمده من الصفر وجعل به صرح الزجاج "انه صرح ممرد من قوارير" وغش أبوابه وحيطانه بالذهب وصاغ هياكله وتماثيله ومنارته ومفتاحه من الذهب وجعل في ظهره قبرا ليضع فيه تابوت العهد وهو التابوت الذي فيه الألواح وجاء به من صهيون بلد أبيه داود تحمله الاسباذ والكهونيه حتى وضعه في القبر ووضعت القبة والأوعية والمذبح كل واحد حيث أعدله من المسجد. (1)
ولم تستمر الدولة العبرية التي أقامها داود وسليمان في القدس طويلا، فقد انقسمت في عهد أبناء سليمان إلى مملكتين هما إسرائيل ويهود، التي اتخذت من القدس عاصمة لها، وتعرضت المملكتين للتدمير الشامل علي يد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد، والذين أسروا سكانها اليهود فيما عرف باسم "السبي الأول" ثم علي يد البابليين بقيادة بيختنصر عام 587 ق.م، والذي حطم مدينة القدس واخرج اليهود منها وأخذهم إلى بابل كأسري وهو ما يعرف بالسبي الثاني. (2)

- الهيكل عند اليهودوإذا نظرنا إلى الهيكل من وجهة النظر اليهودية، نجد أن الهيكل عندهم يعني بالعبرية "بيت همقداش" أو "البيت المقدس" أو "هيخال"، وتعني البيت الكبير في كثير من اللغات السامية، ومن أهم أسماء الهيكل عندهم: "يهوه" وهو إله اليهود، أي "بيت الإله"، وأُعِد أساسا ليكون مسكنا للإله، كما يزعم الكتاب المقدس في سفر الملوك الإصحاح الثامن الفقرتان 12-13.
ولكنه بعد ذلك أصبح مكانا للعبادة وأداء الطقوس وتقديم القرابين، ويزعم اليهود أن الهيكل بناه سليمان عليه السلام في الفترة 960-953 ق.م، وقد بناه فوق جبل موريا وهو جبل بيت المقدس، حيث يوجد الآن المسجدان الأقصى وقبة الصخرة. ويسمي اليهود هذا الجبل بجبل الهيكل، وجاءت قصة بناء سليمان للهيكل في سفري الملوك الأول وأخبار الأيام. (3)

وقد هدم هذا الهيكل - كما يزعمون - على يد نبوخت نصر البابلي عام 586ق.م . ثم أعاد اليهود بناءه في سنة 520-515 ق.م، والباني له يهودي اسمه "زور بابل"، ويذكر اليهود انه بني بأمر من الرب.
وهدم هذا الهيكل الثاني على يد القائد الروماني تيطس سنة 70 ميلادي. والذي أقدم على تدمير القدس، ولم يترك فيها حجراً على حجر، وبطش بالذين حلوا بها من اليهود.

وعبر القرون توالت الفتاوى، حول ضرورة بناء الهيكل، والذي أصّل لذلك "موسى بن ميمون" الطبيب اليهودي في البلاط الأندلسي، الذي زار القدس عام 1267م، ولفت انتباه اليهود إلى ضرورة بناء هيكل، ليكون رمزاً لوحدتهم.. هيكل مركزي وحيد موحد يكون بديلاً عن أماكن عبادتهم في الكنس، بحيث يتوقف عصر الحاخامات ويبدأ عصر الكهنة ممن يعودون بالعبادة من بدعه المزامير إلى عادة تقديم الأضاحي والقرابين. وذهب موسى بن ميمون إلى أن الهيكل الثالث لن يُبْنى بأيدٍ بشرية، وإنما سينزل كاملاً من السماء.(4)
واختلفت في الهيكل الأفهام وتنوعت الرؤى وتعددت الفتاوى غير أن إقدام أوروبا المسيحية على دفع اليهود إلى داخل العمق العثماني لأسباب مفهومة أذكت من جديد مشاريع بناء الهيكل، إلى أن ابتدع لهم أحد الحاخامات عام 1567م فكرة النواح عند حائط البراق الذي سموه "حائط المبكى"، ومنذئذ وهم يملأون العالم عويلاً وبكاءً ونواحاً: "لأجل الهيكل العظيم نبكي وحدنا وننوح".
وهم يزعمون أن "حائط المبكى" هذا من بقايا الهيكل القديم، وهذه قضية فصلت فيها بشكل حاسم لجنة دولية عام 1929م، حيث جاء في تقرير لجنة تقصى الحقائق، التي أوفدتها عصبة الأمم السابقة على الأمم المتحدة: "إن حق ملكية حائط البراق، وحق التصرف فيه وفيما جاوره من الأماكن، موضع البحث في هذا التقرير، هو للمسلمين لأن الحائط نفسه جزء لا يتجزأ من الحرم الشريف".(5)

- معتقدات الهيكلوللهيكل مكانة كبيرة في معتقدات اليهود وفي وجدانهم الديني، يقول المؤرخ "ول.ديورانت" في كتابه "قصة الحضارة" متحدثا عن مكانة الهيكل وقدسيته لدى اليهود:"كان بناء الهيكل أهم الحادثات الكبرى في ملحمة اليهود... ذلك أن هذا الهيكل لم يكن بيتا ليهوه "إله اليهود" فحسب، بل كان أيضا مركزا روحيا لليهود وعاصمة ملكهم، ووسيلة لنقل تراثهم، وذكرى لهم، كأنه علم من نار يتراءى لهم طوال تجوالهم الطويل المدى على ظهر الأرض.(6)
وللهيكل موقع خاص في نفوسهم ووجدانهم يستوي في ذلك المتدين والعلماني، وهم يبالغون في نظرتهم لمكانة الهيكل إلى حد وضعه في مركز العالم، وحسب تعبير الباحث محمد حماد الطل: "لأنه بني في وسط القدس الكائنة في مركز الدنيا، وقدس الأقداس الذي يقع في وسط الهيكل هو بمنزلة سُرة العالم، ويوجد أمامه حجر الأساس النقطة التي عندها خلق العالم. والهيكل عندهم كنز ثمين بل هو أثمن ما في السموات الأرض، لأن الله - كما يزعمون- خلق السموات والأرض بيد واحدة بينما خلق الهيكل بيديه كلتيهما، بل إن الإله قرر بناء الهيكل بنفسه قبل خلق الكون نفسه".
ولديهم تأملات شيطانية كثيرة بخصوص الهيكل، فالفناء المحيط بالهيكل بمنزلة البحر والمقدس هي الأرض وقدس الأقداس هي السماء، ولما هدم الهيكل في 70م، ولم يستطع اليهود إعادة بنائه ابتدعوا جملة من الأساطير جعلوها عقائد وطقوس لهم، فهم يذكرون الهيكل في كل المناسبات كالولادة والزواج والمرض وصلاة منتصف الليل وعند الوجبات والوفاة، فعند الزواج مثلاً يحطم العروسان كوباً فارغاً للتذكير بدمار الهيكل، وقد ينثر بعض الرماد على جبهة العريس لتذكيره بهدم الهيكل.

وجاء في دائرة المعارف البريطانية: أن اليهود يتطلعون إلى افتداء إسرائيل، واجتماع الشعب في فلسطين، واستعادة الدولة اليهودية، وإعادة بناء هيكل سليمان، وإقامة عرش داود في القدس وعليه أمير من نسل داود.
ويصوم اليهود يوما في كل عام، هو يوم التاسع من أغسطس احتفالا بذكرى هدم الهيكل، لأنه هدم في ذلك اليوم، ولهم صلاة خاصة في منتصف الليل حتى يعجل الإله بإعادة بناء الهيكل.(7)
ومن هنا فان الحديث عن الهيكل يأخذ مساحة كبيرة في التراث اليهودي القديم، وكذا في تراثهم الحديث، ويد التحريف اليهودية تزيد في المبالغة في الكلام عن الهيكل في كل عصر عن العصر الذي سبقه، ومن مقولات قادتهم السياسيين، وعلى رأسهم "بن جوريون" أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني:"لا معنى ولا قيمة لإسرائيل بدون أورشليم ولا قيمة لأورشليم بدون الهيكل"(8)

- التناقض حول مكان الهيكلورغم أن موضوع هيكل سليمان له أصل في التراث الديني القديم والحديث عند اليهود، وأنه ذكر في "الكتاب المقدس" (التوراة وبقية الأسفار)، وفي التلمود، وهي كتب تم تحريفها بأيدي الأحبار والرهبان، ويحتل مساحة من تاريخهم القديم والحديث وأدبياتهم، إلا أنه من الناحية العلمية الموضوعية، فإن التاريخ لا يثبت وجود هذا الهيكل، بل يُعِدُّه من الأساطير والخرافات المؤسسة للعقيدة اليهودية.
ويمكن الرد على المزاعم اليهودية بخصوص الهيكل من وجوه عدة، من أهمها التناقض والاضطراب والاختلاف الموجود بين نصوص الكتاب المقدس حول مكان وجود الهيكل، ثم الاختلاف بين الطوائف اليهودية في المكان الذي بني فيه الهيكل، فاليهود السامريون يعتقدون انه بني على جبل "جرزيم" في مدينة نابلس، ولا يعترفون بالمزاعم اليهودية، ويستدلون على ذلك بسفر التثنية أحد أسفار التوراة الخمسة.

أما اليهود المعاصرون من الحاخامات والعلماء الباحثين، وخاصة القادمين من أمريكا وبريطانيا "الإشكناز" فهم يعتقدون أن هيكل سليمان تحت الحرم القدسي، ولكنهم مختلفون فيما بينهم في تحديد مكان الهيكل، واختلافاتهم تصل إلى خمسة أقوال كلها مختلفة ومتناقضة، فمنهم من يزعم انه تحت المسجد الأقصى، ومنهم من يزعم أنه تحت قبة الصخرة، ومنهم من يزعم أنه خارج منطقة الحرم، ومنهم من يزعم انه على قمة الألواح وهي في منطقة الحرم بعيدا عن المسجدين.
ولقد أثبت علماء الآثار من اليهود والأوروبيين والأمريكان الذين نقّبوا واشتغلوا بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسي الشريف، أنه لا يوجد أثر واحد لهيكل سليمان تحت الحرم القدسي .. لا تحت المسجد الأقصى ولا تحت قبة الصخرة، وشاركهم في هذا الرأي كثير من الباحثين اليهود والغربيين، مما دفع بعضهم إلى أن يقول إن الهيكل قصة خرافية ليس لها وجود، ومن أشهر هؤلاء العلماء اليهود "إسرائيل فلنتشتاين" من جامعة تل أبيب ونشرت آراؤه منذ فترة قريبة، وغيره كثير.(9)
ولقد فنّدت دراسات أجراها باحثون وعلماء آثار يهود فكرة وجود هيكل سليمان في الحرم القدسي الشريف.. بل ذهب بعضهم إلى أن الهيكل قد بناه سليمان خارج الحرم القدسي، بل هناك دراسة حديثة لعلماء يهود تنص صراحة على أن منطقة الحرم القدسي الشريف خارجة عن المنطقة المقدسة لدى اليهود.

- مكانة الهيكل في السياسة "الإسرائيلية"وإذا نظرنا إلى موقف السياسة الإسرائيلية من الهيكل، نجد أن معتقدات الساسة اليهود بالنسبة لفلسطين ثلاثة:(10)
الأول: عودة شعب إسرائيل إلى أرض الميعاد، وقد عادوا.
الثاني: إقامة دولة لهذا الشعب، تكون أورشليم "مدينة الرب" عاصمة لها، وقد حققوا هذا عام 1948 و1967م
الثالث: إقامة هيكل الرب في جبل "موريا" على الأرض التي اشتراها داود عليه السلام من أرونا اليبوسي، حيث بناه ولده سليمان.. وهذا المعتقد يسعون إلى تحقيقه على أرض الواقع، وهناك مخططات يهودية لهدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل مكانه، ويكفي أن نعلم أنهم أعدوا الخرائط والمخططات الهندسية، ولديهم مجسّم معماري للهيكل يحتل جزءا من مساحة غرفة كبيرة، وكذلك مواد البناء أصبحت جاهزة، وهي محفوظة في مكان سري، وأعدوا أثواب الحرير الخالص التي يرتديها الحاخامات في الهيكل.

- هل المسجد الأقصى بني علي أنقاض هيكل سليمان؟ولو افترضنا جدلا وجود الهيكل اليهودي الأول والثاني، وتدمير الهيكل الثاني عام 70م – كما يزعمون - فهل المسجد الأقصى بني علي أنقاض هيكل سليمان؟
إن الحقائق التاريخية تكذب ادعاء اليهود بأن المسجد الأقصى قد بني علي ارض الهيكل اليهودي أو علي أنقاضه، فالثابت أن مكان المسجد الأقصى كان فضاء خاليا من أي بناء أو أنقاض بناء، عندما أسري بالنبي – صلي الله عليه وسلم – إلى بيت المقدس، وأن المسلمين عندما فتحوا القدس في عهد عمر بن الخطاب لم يكن هناك بناء قائم مكان المسجد الأقصى، بل إن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – هو الذي أزال الزبل والأتربة والقاذورات من علي الصخرة المشرفة التي أسري بالنبي – صلي الله عليه وسلم – إليها، ومنها كان عروجه إلى السماء، واختط عمر مسجده هناك، حتى جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، فبني المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وادعاء اليهود بأن حائط البراق الذي يطلقون عليه "حائط المبكي" هو جزء من الهيكل الثاني الذي هدمه تيطس، ليس صحيحا، فالهيكل الثاني – كما تذكر كتبهم - هدمه " تيطس" الروماني عام 70 م، وأزال آثاره بالكامل هدريان الروماني عام 135م، وهو الذي هدم جميع القدس وأزال حجارة الهيكل الثاني وبعثرها، وهذا لم يمنع استعمالها في إنشاءات مختلفة منذ عام 135م، وخلال العصور المتوسطة، ولذلك فان وجود شيء من هذه الحجارة في أي موقع، لا يعني أن الهيكل كان قائما في هذا الموقع، علاوة علي أنه لا يوجد دليل قاطع بأن هذه الحجارة هي أصلا من حجارة الهيكل.

كما أن المسلمين علي مر العصور، لم يعتدوا علي أية أبنية أو أثار يهودية، سواء بالهدم أو عن طريق المصادرة، كما أنهم لم يشيدوا المسجد الأقصى فوق هيكل سليمان، بل جاء في موقعه الحالي علي أساس قدسية هذه البقعة المباركة بنص القرآن الكريم والحديث الشريف، فهذا الموقع مرتبط ارتباطا وثيقا بالعقيدة الإسلامية.
وحائط البراق الذي يدعي اليهود ملكيته وأنه من بقايا الهيكل يعتبر وقفا إسلاميا، وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم الشريف ويبلغ طوله نحو 48مترا وارتفاعه نحو 17مترا.(11)

وهناك مجموعة أخري من الأدلة نسوقها هنا، تؤكد أن المسجد الأقصى لم يبن مكان هيكل سليمان أو علي أنقاضه وهي :
- أولا: أن الصخرة التي بساحة المسجد الأقصى، تختلف كل الاختلاف عن الصخرة التي يقدسها اليهود، طبقا لما هو وارد عنها في صحفهم فالتلمود – حسب أكاذيبهم – يذكر أن الصخرة التي يقدسها اليهود ترتفع عن مستوى الأرض بمقدار ثلاثة أصابع، وأيد ذلك مؤرخهم وكاهنهم "موسي بن ميمون" في كتابه "طقوس الغفران"، بينما الصخرة الشريفة الموجودة حاليا بالمسجد الأقصى ترتفع عن مستوي سطح الأرض بنحو متر كامل، ومحيطها يناهز العشرة أمتار، وتحتها فجوة هي بقية مغارة قديمة، عمقها أكثر من متر ونصف، تبدو الصخرة فوقها وكأنها ملعقة بين السماء والأرض وبين الصخرة وقاع المغارة دعامة من الخشب حتى لا تنهار.(12)
كما أن صخرة المسجد الأقصى، هي صخرة قديمة جدا، ويرجع تاريخها إلى عهد ضارب في القدم.. قدم مدينة القدس ذاتها، وعهدها يسبق النصرانية، بل ويسبق اليهودية التي تزعم أنها هي التي قدستها، فهذه البقعة الطيبة من مدينة القدس كانت مباركة منذ أقدم العصور، وعلي حد قول الدكتور حسن ظاظا، فان "الحرم" الإسلامي الذي يضم "المقدسات الإسلامية" أقيم في المنطقة التي كان "ملكي صادق" ملك بيت المقدس، يدعو فيها باسم الله العلي زمان إبراهيم الخليل، عليه السلام.(13)
ومن الذين شكوا في أن تكون الصخرة الشريفة هي الصخرة المعنية في التلمود الباحث الألماني "شيك" في أوائل هذا القرن حيث قال: "إن الصخرة الحالية لم تكن في يوم ما داخلة ضمن قدس الأقداس – ومقصده في ذلك هيكل سليمان- أما صخرة اليهود فالله أعلم، ماذا صنع بها بختنصر وانطيخوس ابيفاتوس ملك سوريا اليوناني وتيطس وهدريان قواد وأمراء وملوك الرومان، وكذلك الصليبيون وغيرهم ممن دمروا مدينة القدس مرارا وتكرارا، تدميرا يكاد يكون كاملا بعد استيلائهم عليها".
- ثانيا: قام الأثريون اليهود بعد حرب يونيه 1967 بعمل حفريات في أساس حائط البراق،الذي يسميه اليهود "حائط المبكي"، فما وجدوا فيه شيئا يشير إلى أنه من بقايا هيكل سليمان، وكل ما عثروا عليه في الحجارة التي تحت الأرض فقرتان من سفر النبي أشعيا محفورتان بخط يجعل نسبة تلك الحجارة لداود وسليمان مستحيلة، ولأن الكشف لم يكن دسما من الناحية السياسية، كما تريد حكومة "إسرائيل"، فقد وضعوه في مقبرة الصمت، أو سجل النسيان كعادتهم في كثير مما لا يريدون أن يعرفه العالم عنهم .

- ثالثا: أثبتت جميع الحفريات أن الهيكل الخاص باليهود اندثر تماما منذ آلاف السنين وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وكثير من علماء الآثار النصارى أكدوا ذلك، وكان آخرهم عام 1968م عالمة الآثار البريطانية الدكتورة "كاتلين كابينوس"، وقت أن كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى، حيث قررت عدم وجود أي آثار البتة لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه "الإسرائيليون" مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين، وهذا رغم أن "كاثلين كينيون" جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية، لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ "الشرق الأدنى".
- رابعا: أن المسجد الأقصى المبني حاليا في مدينة القدس، ليس في الزاوية التي بني عليها هيكل سليمان، كما يزعمون، لان المسجد الأقصى موجه إلي الكعبة الشريفة بمكة المكرمة، واتجاهه من الشمال إلى الجنوب، أما هيكل سليمان وإن كان علي نفس الجبل المسمي "موريا " إلا أنه كان مستطيل الشكل – كما ورد في كتب اليهود - ويتجه من الغرب إلى الشرق تجاه الشمس، ويعتقد بعض علماء الآثار أنه أخذ خطوطه الرئيسية من معبد آتون في تل العمارنة بمصر.(14)
- خامسا: أكد كثير من المهندسين العالميين، الذين درسوا التربة التي يقوم عليها المسجد الأقصى، وتعمقوا فيها، بأنه لا يوجد في ذلك المكان أي دليل أو شبهة لأي من أثر هيكل النبي سليمان، الذي تدعي الصهيونية أنه مدفون بجوار حائط المبكي الغربي بالمسجد الأقصى، بل إن كل الدراسات تنتهي بنتيجة واحدة هي أن هيكل سليمان لم يكن موجودا في هذه المنطقة علي الإطلاق، ولا يوجد أي دليل تاريخي واحد يقطع بـأن حائط البراق الذي يسميه اليهود "حائط المبكي" هو جزء من هيكل سليمان بل إن اسمه الحقيقي كما سماه المسلمون "حائط البراق" نسبة إلى البراق الذي ورد ذكره في حديث الإسراء والمعراج.(15)

- سادسا : ذكر الدكتور حسن ظاظا، الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية أن عاصمة الملك سليمان، خلال عهده في فلسطين، كانت تعادل ثلث حجم مدينة القدس الحالية، وأن هذه العاصمة مكانها حاليا بمدينة القدس ما يعرف بحارة اليهود، والذي كان به ما يسمي بهيكل سليمان، والمسافة بين حارة اليهود هذه حيث كان يوجد الهيكل وبين المقدسات الإسلامية توازي كيلوا مترا واحدا، مما يتبين معه أن المقدسات الإسلامية لم تبن إطلاقا علي هيكل سليمان كما يزعم اليهود.(16)
- سابعا : أكد المهندس رائف نجم رئيس لجنة إعمار الأقصى المبارك – في مقابلة مع الكاتب – أن الحفريات اليهودية التي تمت في الحرم الشريف، منذ عام 1967 وحتى اليوم، لم تعثر علي أي أثر لهيكل سليمان، ولكنها اكتشفت آثارا إسلامية من العهد الأموي، وأخري بيزنطية ورومانية، وقال أنه دخل النفق الذي افتتحوه ووجد في داخله بعض الآثار الإسلامية، مثل الأعمدة والأقواس الإسلامية من العهد المملوكي، ولم يجد أي أثر يهودي.

- الهوامش:
1- د. جعفر عبد السلام - المركز القانوني الدولي لمدينة القدس - سلسلة دعوة الحق - العدد 157- مكة المكرمة - محرم 1416هـ .
2- عبد العزيز مصطفي - قبل أن يهدم الأقصى - دار التوزيع والنشر الإسلامية - القاهرة 1990م.
3- المزاعم الصهيونية حول الهيكل الثالث - دكتور صالح حسين سليمان الرقب - الإسلام على الإنترنت – 31 أكتوبر 2000م.
4- موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية (الجزء الرابع) - د. عبد الوهاب المسيري - دار الشروق.
5- فرية الهيكل من أهم الأخطار المحدقة بالأقصى - الشبكة الإسلامية - 05/04/2007 م.
6- المزاعم الصهيونية حول الهيكل الثالث - دكتور صالح حسين سليمان الرقب – مرجع سابق.
7- المرجع السابق.
8- المرجع السابق.
9- المرجع السابق.
10- المرجع السابق.
11- مجدي نور الدين – الهيكل الثالث مؤامرة جديدة لهدم الأقصى – مقال بمجلة الرابطة – العدد 356 – مكة المكرمة جمادى الآخرة 1415هـ.
12- محمد عزت الطهطاوي – المسجد الأقصى هل أقيم حقيقة علي أنقاض هيكل سليمان – مجلة منار الإسلام – أبو ظبي رجب 1408 هـ.
13- د. حسن ظاظا – إسرائيل ركيزة الاستعمار بين المسلمين.
14- محمد عزت الطهطاوي – محمد بني الإسلام في التوراة والإنجيل والقرآن.
15- أنور الجندي – معالم التاريخ الإسلامي المعاصر.
16- د. حسن ظاظا – مرجع سابق.

الناصر صلاح الدين الأيوبي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فهو أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي، الملقب بالملك الناصر صلاح الدين.

اتفق أهل التاريخ على أن أباه وأهله من "دوين"، وهي بلدة في آخر أذربيجان، وأنهم أكراد، وكان شاذي -جد صلاح الدين- قد أخذ ولديه "أسد الدين شيركوه"، و"نجم الدين أيوب"، وخرج بهما إلى بغداد، ومن هناك نزلوا تكريت.


مولده وشبابه:

ولد صلاح الدين سنة 532هـ بقلعة تكريت في الليلة التي أخرجوا منها، فتشاءموا به، وتطيروا منه، فقال بعضهم: لعل فيه الخير، وما تعلمون...

ولم يزل صلاح الدين تحت كنف أبيه حتى ترعرع، ولما ملك نور الدين محمود دمشق لازم نجم الدين أيوب خدمته، وكذلك ولده صلاح الدين.

وكانت مخايل السعادة عليه لائحة، والنجابة تقدمه من حالة إلى حالة، ونور الدين يؤثره ويقدمه، ومنه تعلم صلاح الدين طرائق الخير، وفعل المعروف والاجتهاد في أمور الجهاد.


ملك مصر والقضاء على الشيعة:

في 558هـ استنجد الوزير شاور العبيدي -"الفاطمي كما يسمى"- بنور الدين محمود على خصمه الوزير "ضرغام بن عامر"، فأرسل نور الدين الأمير أسد الدين شيركوه ومعه صلاح الدين إلى مصر، وكان صلاح الدين كارها لهذا الخروج.

ولما أعادوا الأمر لشاور، ما لبث أن غدر بهم -كعادة الشيعة- واستنجد بالفرنجة الصليبيين فصالح أسد الدين أهل مصر. ثم ما لبث الفرنجة أن أغاروا على مصر مرة أخرى ناكثين العهود مع المصريين، فتوجه إليهم أسد الدين وصلاح الدين فرجع الصليبيين على أعقابهم خاسرين، ثم قتل أسد الدين الوزير شاور؛ لغدره وخيانته، ولأنه لا استقرار لمصر طالما هذا الوزير الخائن موجود فيها، وصار أسد الدين وزير مصر إلى أن توفي سنة 564هـ فصار الأمر من بعده لصلاح الدين فصار وزير مصر.

فبذل الأموال وملك قلوب الرجال، وهانت عنده الدنيا، فملكها وشكر نعمة الله عليه، وأعرض عن أسباب اللهو، وتقمص بقميص الجد والاجتهاد استعداداً لمواجهات مستمرة مع الصليبيين من جهة، وخزعبلات الدولة العبيدية "المسماة بالفاطمية" من جهة أخرى.

ولما علم الإفرنج استقرار الأمر لصلاح الدين أجمعوا وجمعوا جيوشهم، وقصدوا "دمياط"، فنازلهم صلاح الدين فهزمهم هزيمة منكرة، وأُخذت منهم آلاتهم الحربية، وقتل من رجالهم العدد الكبير.

وحاول الشيعة العبيديون -"الفاطميون كما يسمون"- اغتيال صلاح الدين أكثر من ثلاث مرات، لكن الله خذلهم ورد كيدهم.

واستقرت الأمور لصلاح الدين، ونقل أسرته ووالده إلى مصر، ليتم له السرور، وتكون قصته مشابهة لقصة يوسف الصديق -عليه الصلاة والسلام-.

ولم يزل صلاح الدين وزيراً حتى مات العاضد آخر خلفاء العبيديين 565هـ، وبذلك انتهت الدولة العبيدية، وبدأت دولة بني أيوب "الأيوبية"، ولـُقِب صلاح الدين بالملك الناصر، وثبتت قدمه ورسخ ملكه.

قال ابن شداد: "لم يزل صلاح الدين على قدم بساط العدل، ونشر الإحسان، وإفاضة الإنعام على الناس".


جهاده ضد الصليبيين لاستعادة بيت المقدس:

بدأ صلاح الدين جهاده سنة 568هـ فبدأ ببلاد "الكرك" و"الشوبك" ودارت بينه وبين الفرنج معارك لم يظفر فيها بشيء، وفي أثناء ذلك قضى على حركات التمرد سواء من الشيعة أو من المصريين كحركة رجل يدعى "الكنز".

ثم إن صلاح الدين توجه إلى دمشق لما علم اختلاف أحوالها بعد وفاة نور الدين، وتولية الصالح إسماعيل ولده، وكان صبياً غير قادر على أعباء الدولة، فأخذها وفرح الدمشقيون به فرحاً شديداً، وبدأت البلاد الشامية وما حولها تدين له بالولاء والطاعة، وبدأ صلاح الدين يوطد ملكه على هذه البلاد حتى دانت له.


واقعة حطين واستعادة بيت المقدس:

ثم كانت واقعة حطين يوم السبت 14 ربيع الآخر 583هـ، وكانت من أيام المسلمين المجيدة، ونصر الله المسلمين نصراً مؤزراً، وكان الصليبيون 63 ألفاً أُسر منهم 30 ألفاً وقتل 30 ألفاً، وفر ثلاثة آلاف مثخنين بالجراح وغنم المسلمون مغانم عظيمة حتى لقد حكى من عاصرها أنه شاهد رجلاً معه نيف وثلاثين أسيراً، وباع أحدُهم صليبياً بنعل يلبسه.

وقبض صلاح الدين على "أرناط" صاحب الكرك، وقد قتل بعض الحجاج المسلمين، واستهزأ بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فأحضره أمامه فقال له: "ها أنا أنتصر لمحمد -صلى الله عليه وسلم- منك" ثم عرض عليه الإسلام فأبى، فضرب عنقه.

ثم رحل إلى عكا وقاتل الصليبيين يوم الخميس مستهل جمادى الأولى 583هـ، فأخذها واستنقذ من كان بها من أسارى المسلمين، وتفرق جيشه في بلاد الساحل يأخذون الحصون والقلاع، والأماكن المنيعة، ثم أخذ "صيدا" ثم "بيروت" في يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر جمادى الأولى.

ثم لما تسلم صلاح الدين "عسقلان" والأماكن المحيطة بالقدس؛ شمر عن ساق الجد والاجتهاد في قصد القدس المبارك، فاجتمعت إليه العساكر التي كانت متفرقة بالساحل، فسار نحوه معتمداً على الله -تعالى- مفوضاً أمره إليه. وكان نزوله عليه في الخامس من رجب 583هـ، وفي يوم الجمعة العشرين من رجب نصب المجانيق، ولما رأى أعداء الله الصليبيون ما نزل بهم من الأمر وأنهم لا قبل لهم بجند المسلمين، استكانوا وطلبوا الأمان، وكان تسلم صلاح الدين لبيت المقدس يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب، ثم استكمل بعد ذلك فتح ما حول القدس الشريف وبقية بلاد الشام، حتى دانت له هذه البلاد، ووقعت في أثناء ذلك بينه وبين الصليبيين حروب انتهت بانتصاره ومصالحتهم له.

ثم اهتم بعد ذلك بإصلاح أحوال بلاد المسلمين، وإصلاح ما خربه الصليبيون أثناء وجودهم في بلاد المسلمين.
زهده -رحمه الله-:

قال أبو شامة: "لم يخلف في خزانته إلا سبعة وأربعين درهما ودينارا صوريا، ولم يخلف مِلكاً ولا عقاراً".

وقال العماد: "أطلق مدة حصار عكا اثني عشر ألف فرس وما حضر اللقاء إلا استعار فرسا ولا يلبس إلا الكتان والقطن".


من صفاته -رحمه الله-:

قال أبو شامة: "كان -رحمه الله- شديد القوى عاقلاً وقوراً مهيباً كريماً شجاعاً، كثير الغزو عالي الهمة. لم يختلف عليه في أيامه أحد من أصحابه، وكان الناس يأمنون ظلمه، ويرجون رفده، وأكثر ما كان يصل عطاؤه إلى الشجعان والعلماء، ولم يكن لمبطل ولا لمزَّاح عنده نصيب".

قال العماد: "نزَّه المجالس من الهزل. يؤثر سماع الحديث بالأسانيد، حليماً، مُقيلاً للعثرة، تقياً، نقياً، وفياً، يغضي ولا يغضب، ما ردَّ سائلاً، ولا خجَّل قائلاً، كثير البر والصدقات. ما رأيته صلى إلا في جماعة".


طلبه للعلم:

كان حريصا -رحمه الله- على طلب العلم، فقد رحل إلى الإسكندرية لسماع موطأ الإمام مالك، ولم يشغله جهاده عن طلب العلم، ومن معرفته لقيمة العلم وأثره كان يأمر بقراءة صحيح البخاري على الجنود في الخيام أثناء الاستعداد لمعركة حطين.


وفاته -رحمه الله-:

في السادس عشر من صفر 589هـ يوم السبت أصيب بحمى صفراوية كانت في باطنه أكثر من ظاهره، واحتد عليه المرض حتى توفي يوم الأربعاء السابع والعشرين من صفر عام 589هـ.

وذكر أبو جعفر القرطبي أنه قرأ عند صلاح الدين وهو في مرض موته حتى انتهى إلى قوله -تعالى-: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [الحشر: 22]، فسمع صلاحَ الدين يقول: "صحيح"، وكان ذهنه غائباً قبل ذلك، ثم مات رحمه الله رحمة واسعة، وحشرنا وإياه مع الأنبياء والمرسلين، وصلِّ اللهم وسلِم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

الناصر صلاح الدين الأيوبي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،

فهو أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شاذي، الملقب بالملك الناصر صلاح الدين.

اتفق أهل التاريخ على أن أباه وأهله من "دوين"، وهي بلدة في آخر أذربيجان، وأنهم أكراد، وكان شاذي -جد صلاح الدين- قد أخذ ولديه "أسد الدين شيركوه"، و"نجم الدين أيوب"، وخرج بهما إلى بغداد، ومن هناك نزلوا تكريت.


مولده وشبابه:

ولد صلاح الدين سنة 532هـ بقلعة تكريت في الليلة التي أخرجوا منها، فتشاءموا به، وتطيروا منه، فقال بعضهم: لعل فيه الخير، وما تعلمون...

ولم يزل صلاح الدين تحت كنف أبيه حتى ترعرع، ولما ملك نور الدين محمود دمشق لازم نجم الدين أيوب خدمته، وكذلك ولده صلاح الدين.

وكانت مخايل السعادة عليه لائحة، والنجابة تقدمه من حالة إلى حالة، ونور الدين يؤثره ويقدمه، ومنه تعلم صلاح الدين طرائق الخير، وفعل المعروف والاجتهاد في أمور الجهاد.


ملك مصر والقضاء على الشيعة:

في 558هـ استنجد الوزير شاور العبيدي -"الفاطمي كما يسمى"- بنور الدين محمود على خصمه الوزير "ضرغام بن عامر"، فأرسل نور الدين الأمير أسد الدين شيركوه ومعه صلاح الدين إلى مصر، وكان صلاح الدين كارها لهذا الخروج.

ولما أعادوا الأمر لشاور، ما لبث أن غدر بهم -كعادة الشيعة- واستنجد بالفرنجة الصليبيين فصالح أسد الدين أهل مصر. ثم ما لبث الفرنجة أن أغاروا على مصر مرة أخرى ناكثين العهود مع المصريين، فتوجه إليهم أسد الدين وصلاح الدين فرجع الصليبيين على أعقابهم خاسرين، ثم قتل أسد الدين الوزير شاور؛ لغدره وخيانته، ولأنه لا استقرار لمصر طالما هذا الوزير الخائن موجود فيها، وصار أسد الدين وزير مصر إلى أن توفي سنة 564هـ فصار الأمر من بعده لصلاح الدين فصار وزير مصر.

فبذل الأموال وملك قلوب الرجال، وهانت عنده الدنيا، فملكها وشكر نعمة الله عليه، وأعرض عن أسباب اللهو، وتقمص بقميص الجد والاجتهاد استعداداً لمواجهات مستمرة مع الصليبيين من جهة، وخزعبلات الدولة العبيدية "المسماة بالفاطمية" من جهة أخرى.

ولما علم الإفرنج استقرار الأمر لصلاح الدين أجمعوا وجمعوا جيوشهم، وقصدوا "دمياط"، فنازلهم صلاح الدين فهزمهم هزيمة منكرة، وأُخذت منهم آلاتهم الحربية، وقتل من رجالهم العدد الكبير.

وحاول الشيعة العبيديون -"الفاطميون كما يسمون"- اغتيال صلاح الدين أكثر من ثلاث مرات، لكن الله خذلهم ورد كيدهم.

واستقرت الأمور لصلاح الدين، ونقل أسرته ووالده إلى مصر، ليتم له السرور، وتكون قصته مشابهة لقصة يوسف الصديق -عليه الصلاة والسلام-.

ولم يزل صلاح الدين وزيراً حتى مات العاضد آخر خلفاء العبيديين 565هـ، وبذلك انتهت الدولة العبيدية، وبدأت دولة بني أيوب "الأيوبية"، ولـُقِب صلاح الدين بالملك الناصر، وثبتت قدمه ورسخ ملكه.

قال ابن شداد: "لم يزل صلاح الدين على قدم بساط العدل، ونشر الإحسان، وإفاضة الإنعام على الناس".


جهاده ضد الصليبيين لاستعادة بيت المقدس:

بدأ صلاح الدين جهاده سنة 568هـ فبدأ ببلاد "الكرك" و"الشوبك" ودارت بينه وبين الفرنج معارك لم يظفر فيها بشيء، وفي أثناء ذلك قضى على حركات التمرد سواء من الشيعة أو من المصريين كحركة رجل يدعى "الكنز".

ثم إن صلاح الدين توجه إلى دمشق لما علم اختلاف أحوالها بعد وفاة نور الدين، وتولية الصالح إسماعيل ولده، وكان صبياً غير قادر على أعباء الدولة، فأخذها وفرح الدمشقيون به فرحاً شديداً، وبدأت البلاد الشامية وما حولها تدين له بالولاء والطاعة، وبدأ صلاح الدين يوطد ملكه على هذه البلاد حتى دانت له.


واقعة حطين واستعادة بيت المقدس:

ثم كانت واقعة حطين يوم السبت 14 ربيع الآخر 583هـ، وكانت من أيام المسلمين المجيدة، ونصر الله المسلمين نصراً مؤزراً، وكان الصليبيون 63 ألفاً أُسر منهم 30 ألفاً وقتل 30 ألفاً، وفر ثلاثة آلاف مثخنين بالجراح وغنم المسلمون مغانم عظيمة حتى لقد حكى من عاصرها أنه شاهد رجلاً معه نيف وثلاثين أسيراً، وباع أحدُهم صليبياً بنعل يلبسه.

وقبض صلاح الدين على "أرناط" صاحب الكرك، وقد قتل بعض الحجاج المسلمين، واستهزأ بالنبي -صلى الله عليه وسلم-، فأحضره أمامه فقال له: "ها أنا أنتصر لمحمد -صلى الله عليه وسلم- منك" ثم عرض عليه الإسلام فأبى، فضرب عنقه.

ثم رحل إلى عكا وقاتل الصليبيين يوم الخميس مستهل جمادى الأولى 583هـ، فأخذها واستنقذ من كان بها من أسارى المسلمين، وتفرق جيشه في بلاد الساحل يأخذون الحصون والقلاع، والأماكن المنيعة، ثم أخذ "صيدا" ثم "بيروت" في يوم الخميس التاسع والعشرين من شهر جمادى الأولى.

ثم لما تسلم صلاح الدين "عسقلان" والأماكن المحيطة بالقدس؛ شمر عن ساق الجد والاجتهاد في قصد القدس المبارك، فاجتمعت إليه العساكر التي كانت متفرقة بالساحل، فسار نحوه معتمداً على الله -تعالى- مفوضاً أمره إليه. وكان نزوله عليه في الخامس من رجب 583هـ، وفي يوم الجمعة العشرين من رجب نصب المجانيق، ولما رأى أعداء الله الصليبيون ما نزل بهم من الأمر وأنهم لا قبل لهم بجند المسلمين، استكانوا وطلبوا الأمان، وكان تسلم صلاح الدين لبيت المقدس يوم الجمعة السابع والعشرين من رجب، ثم استكمل بعد ذلك فتح ما حول القدس الشريف وبقية بلاد الشام، حتى دانت له هذه البلاد، ووقعت في أثناء ذلك بينه وبين الصليبيين حروب انتهت بانتصاره ومصالحتهم له.

ثم اهتم بعد ذلك بإصلاح أحوال بلاد المسلمين، وإصلاح ما خربه الصليبيون أثناء وجودهم في بلاد المسلمين.
زهده -رحمه الله-:

قال أبو شامة: "لم يخلف في خزانته إلا سبعة وأربعين درهما ودينارا صوريا، ولم يخلف مِلكاً ولا عقاراً".

وقال العماد: "أطلق مدة حصار عكا اثني عشر ألف فرس وما حضر اللقاء إلا استعار فرسا ولا يلبس إلا الكتان والقطن".


من صفاته -رحمه الله-:

قال أبو شامة: "كان -رحمه الله- شديد القوى عاقلاً وقوراً مهيباً كريماً شجاعاً، كثير الغزو عالي الهمة. لم يختلف عليه في أيامه أحد من أصحابه، وكان الناس يأمنون ظلمه، ويرجون رفده، وأكثر ما كان يصل عطاؤه إلى الشجعان والعلماء، ولم يكن لمبطل ولا لمزَّاح عنده نصيب".

قال العماد: "نزَّه المجالس من الهزل. يؤثر سماع الحديث بالأسانيد، حليماً، مُقيلاً للعثرة، تقياً، نقياً، وفياً، يغضي ولا يغضب، ما ردَّ سائلاً، ولا خجَّل قائلاً، كثير البر والصدقات. ما رأيته صلى إلا في جماعة".


طلبه للعلم:

كان حريصا -رحمه الله- على طلب العلم، فقد رحل إلى الإسكندرية لسماع موطأ الإمام مالك، ولم يشغله جهاده عن طلب العلم، ومن معرفته لقيمة العلم وأثره كان يأمر بقراءة صحيح البخاري على الجنود في الخيام أثناء الاستعداد لمعركة حطين.


وفاته -رحمه الله-:

في السادس عشر من صفر 589هـ يوم السبت أصيب بحمى صفراوية كانت في باطنه أكثر من ظاهره، واحتد عليه المرض حتى توفي يوم الأربعاء السابع والعشرين من صفر عام 589هـ.

وذكر أبو جعفر القرطبي أنه قرأ عند صلاح الدين وهو في مرض موته حتى انتهى إلى قوله -تعالى-: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [الحشر: 22]، فسمع صلاحَ الدين يقول: "صحيح"، وكان ذهنه غائباً قبل ذلك، ثم مات رحمه الله رحمة واسعة، وحشرنا وإياه مع الأنبياء والمرسلين، وصلِّ اللهم وسلِم وبارك على عبدك ونبيك محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

أولويّات الإنفاق

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}، {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}. يأمر الله -عز وجل- عباده ببذل المال، والإنفاق من هذا المال الذي هو ملك الله، ثم هو بعد ذلك يثيب عليه، ويعطي أجزل الثواب لصنع التكافل بين المسلمين.

فرض الله الزكاة والصدقة في المال، لمقاصد دينية ودنيوية عظيمة، فالصدقة تقي مصارع السوء للأفراد والمجتمعات، وتحفظ المجتمع من الانهيار، فبعض المجتمعات مُبتلَى بالأثرة، وقد يُصاب بكارثة ما، فإذا لم يكن فيه مؤسسات ترعى الضمان الاجتماعي، وتحقق العدالة، و تسعى لتقريب الفجوة بين الفقراء والأغنياء فإن المجتمع يتعرض للزوال؛ لفقدانه المؤسسات المدنية والأهلية التي تقيم التعاون بين الناس، وتدرّبهم على روح العمل الجماعي.

فإذا تعرض هذا المجتمع الأناني المحطم للارتباك السياسي؛ فإنه سيتمزق ويبدأ من الصفر في أشياء كثيرة؛ فالدعم والمساندة والإنفاق يحفظ المجتمع، ويصنع التوازن بين فئات المجتمع، فكثير من المجتمعات يوجد بها غنى مطغٍ وإلى جواره فقر منسٍ {وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ}.


وإذا نظرت إلى الحواضر والعواصم الكبرى الراقية المتمدنة تجد المباني الراقية العالية إلى جوار بيوت الصفيح، وإلى جوار الأحياء الفخمة الرفيعة هناك أحياء شعبية لا تجد القوت، وتعيش على ما هو أقل من الكفاف، ولا تحتوي على أقل متطلبات العيش الكريم، وتجد مرض التخمة والترهل إلى جوار مرض الجوع والمتربة، فالإنفاق الديني يقرّب الفجوة بين هذه الفئات ويحفظ المجتمع من الثورات، والتاريخ حافل بما يُسمّى: (ثورات الجياع)، ولئن كان هناك من يغضب لأجل الدين، وآخر لأجل السياسة، فإن الناس كلها تغضب لأجل الخبز ولقمة العيش، وإن الذين لا يجدون لقمة عيشهم مستعدون للتضحية بكل شيء حتى بأنفسهم، ولهذا كلما كانت المجتمعات محصنة بالعدل والتكافل الاجتماعي كان ذلك ضماناً لها من الانهيارات والثورات، ولذا أوصى عمر بن عبد العزيز بعض عمَّاله الذين شكوا من خطر التمرد أن يحصّن مدينته بالعدل!


ولكن الإنفاق يحتاج من المسلمين إلى وعي وترشيد وإلى فقه لأولويات الاحتياج، ولدراسة الأهم، والأصلح؛ فمثلاً يمكن اعتبار "الوقف" من خير موارد الإنفاق، ويمكن استثمار مال الإنفاق بعقل وخبرة، فيما ينفع الناس والمحتاجين.


ومن أهم الأولويات في الإنفاق: رعاية القريب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة حينما أراد التصدق ببئره: "أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ" والحديث في الصحيحين، فالقريب سواء كان قرابة نسب أو سكن وجوار هو أولى بالتعاهد والرعاية والصدقة، وذلك لا يعني الغفلة عن البعيد، فكلاهما يحتاج إلى فقه وموازنة، وبالإجمال فالقريب أولى.


وفي الإنفاق لا بد من مراعاة الاحتياجات الأولية، بدءاً بالضروريات، ثم الحاجيات، ثم التحسينات، فمثلاً في داخل المملكة العربية السعودية تُطرح فكرة إنشاء جامعات من أموال المحسنين سواء كانت للعلوم الدينية أو الدنيوية، وهي فكرة رائدة موفقة؛ لأن من شأن هذا تأهيل الطلاب لخوض غمار الحياة، ولخدمة أنفسهم وخدمة المجتمع، وكذلك إقامة مراكز البحوث والدراسات وإنشاء المساكن للفقراء والمحتاجين، وقد بدأت بها بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية، وهناك مجالات للإنفاق تحتاج إلى أن يلتفت إليها المحسنون كدعم القنوات الفضائية الجادة والمحافظة، ومواقع الإنترنت المفيدة، ونشر الكتب والثقافة النافعة، وهذه المجالات قد يكون لها مقام الضروريات؛ لأنها تصنع الأجيال، وتبني العقول، وتؤهل المحتاج إلى سوق العمل، فيستغني بذلك عن المسألة, وبعض الحكماء يقول: أعط الرجل صِنارة وعوّده على صيد السمك بَدَل أن تعطيه كل يوم سمكة، ومن أمثلة ما تجب مراعاته – لدخوله في باب الضروريات-: الواقع المأساوي للحالة الفلسطينية من جوع وحاجة وحصار، مثل المخيمات الموجودة في لبنان وسوريا، وفي داخل فلسطين، فهي تعاني الفقر والبطالة وتفتقر إلى ضروريات الحياة التي يجب توافرها في كل بيت، فهذا وجه مهم من وجوه الإنفاق.


وفي عالمنا الإسلامي والعربي نرى كثيراً من المحسنين يمتلكون سخاءً في البذل والعطاء، ولكنه إنفاق تقليدي – إذا صحّت العبارة- في مجالات تشبعت في الإنفاق، وتزاحم عليها المحسنون؛ فالحديث عن بناء المساجد، وفضل ذلك لا ينكره أحد، إنما ينبغي أيضاً مع مراعاتنا لبناء المسجد أن نراعي بناء الإنسان الذي يعمر المساجد..بناء جسده وفكره، وعقله وعلمه، وتأهيله لما يجعله مستغنياً عن الناس، وعن أن يكون عالة على المحسنين، وكم كلّفت مساجد في بلاد غربية وعربية ملايين الريالات، وهذا ليس مذموماً بحد ذاته، لكن إذا كان على حساب ما هو أهم منه فينبغي إعادة النظر فيه ومراجعته، ينبغي أن نبني – أيضاً - المسلم الواعي المدرك الذي يستطيع أن يعيش الحياة بشكل صحيح، وإلا فقد نبني المساجد ولا نجد من يعمرها، وقد يتزاحم المحسنون، ويتنافسون على عمارة مسجد في مناطق يكون الجانب الإنساني فيها والإيماني مهملاً إلى حد بعيد، فلا تجد من يقوم بالمتطلبات والحاجات الحياتية الضرورية، مما يعكس خللاً في فقه أولويات الإنفاق، وضعفاً في فهم مقاصد الصدقة والبذل.

وفي كل قضية يهب لها العالم الإسلامي تُجمع فيها الأموال، ويتحمس لها بعض المحسنين، ويحق لهم ذلك، غير أنه يجب ألاّ يكون إنفاقنا عبارة عن إطفاء حرائق، بمعنى أننا لا نهب للنجدة إلاّ إذا وقعت كارثة هنا أو زلزال هناك، فيكون تحركنا استثنائياً، بل لا بد من حركة دائمة، وإغاثة مستمرة، وإستراتيجية واضحة؛ لعمل المساعدات، وترتيب الإنفاق.


أما الإنفاق الذي يتْبعه الأذى من مَنٍّ على الناس، أو تسبّب بالشحناء والبغضاء، أو فتنة، فإن الكلام الطيب، والدعوة الحسنى باللسان والتوجيه النافع، وبث الوعي، ونشر الإيمان، والدين الصحيح أنفع وأولى وأجدى..

يقول جل وعلا: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ}.

أولويّات الإنفاق

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ}، {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ}. يأمر الله -عز وجل- عباده ببذل المال، والإنفاق من هذا المال الذي هو ملك الله، ثم هو بعد ذلك يثيب عليه، ويعطي أجزل الثواب لصنع التكافل بين المسلمين.

فرض الله الزكاة والصدقة في المال، لمقاصد دينية ودنيوية عظيمة، فالصدقة تقي مصارع السوء للأفراد والمجتمعات، وتحفظ المجتمع من الانهيار، فبعض المجتمعات مُبتلَى بالأثرة، وقد يُصاب بكارثة ما، فإذا لم يكن فيه مؤسسات ترعى الضمان الاجتماعي، وتحقق العدالة، و تسعى لتقريب الفجوة بين الفقراء والأغنياء فإن المجتمع يتعرض للزوال؛ لفقدانه المؤسسات المدنية والأهلية التي تقيم التعاون بين الناس، وتدرّبهم على روح العمل الجماعي.

فإذا تعرض هذا المجتمع الأناني المحطم للارتباك السياسي؛ فإنه سيتمزق ويبدأ من الصفر في أشياء كثيرة؛ فالدعم والمساندة والإنفاق يحفظ المجتمع، ويصنع التوازن بين فئات المجتمع، فكثير من المجتمعات يوجد بها غنى مطغٍ وإلى جواره فقر منسٍ {وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ}.


وإذا نظرت إلى الحواضر والعواصم الكبرى الراقية المتمدنة تجد المباني الراقية العالية إلى جوار بيوت الصفيح، وإلى جوار الأحياء الفخمة الرفيعة هناك أحياء شعبية لا تجد القوت، وتعيش على ما هو أقل من الكفاف، ولا تحتوي على أقل متطلبات العيش الكريم، وتجد مرض التخمة والترهل إلى جوار مرض الجوع والمتربة، فالإنفاق الديني يقرّب الفجوة بين هذه الفئات ويحفظ المجتمع من الثورات، والتاريخ حافل بما يُسمّى: (ثورات الجياع)، ولئن كان هناك من يغضب لأجل الدين، وآخر لأجل السياسة، فإن الناس كلها تغضب لأجل الخبز ولقمة العيش، وإن الذين لا يجدون لقمة عيشهم مستعدون للتضحية بكل شيء حتى بأنفسهم، ولهذا كلما كانت المجتمعات محصنة بالعدل والتكافل الاجتماعي كان ذلك ضماناً لها من الانهيارات والثورات، ولذا أوصى عمر بن عبد العزيز بعض عمَّاله الذين شكوا من خطر التمرد أن يحصّن مدينته بالعدل!


ولكن الإنفاق يحتاج من المسلمين إلى وعي وترشيد وإلى فقه لأولويات الاحتياج، ولدراسة الأهم، والأصلح؛ فمثلاً يمكن اعتبار "الوقف" من خير موارد الإنفاق، ويمكن استثمار مال الإنفاق بعقل وخبرة، فيما ينفع الناس والمحتاجين.


ومن أهم الأولويات في الإنفاق: رعاية القريب، يقول النبي صلى الله عليه وسلم لطلحة حينما أراد التصدق ببئره: "أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ" والحديث في الصحيحين، فالقريب سواء كان قرابة نسب أو سكن وجوار هو أولى بالتعاهد والرعاية والصدقة، وذلك لا يعني الغفلة عن البعيد، فكلاهما يحتاج إلى فقه وموازنة، وبالإجمال فالقريب أولى.


وفي الإنفاق لا بد من مراعاة الاحتياجات الأولية، بدءاً بالضروريات، ثم الحاجيات، ثم التحسينات، فمثلاً في داخل المملكة العربية السعودية تُطرح فكرة إنشاء جامعات من أموال المحسنين سواء كانت للعلوم الدينية أو الدنيوية، وهي فكرة رائدة موفقة؛ لأن من شأن هذا تأهيل الطلاب لخوض غمار الحياة، ولخدمة أنفسهم وخدمة المجتمع، وكذلك إقامة مراكز البحوث والدراسات وإنشاء المساكن للفقراء والمحتاجين، وقد بدأت بها بعض المؤسسات والجمعيات الخيرية، وهناك مجالات للإنفاق تحتاج إلى أن يلتفت إليها المحسنون كدعم القنوات الفضائية الجادة والمحافظة، ومواقع الإنترنت المفيدة، ونشر الكتب والثقافة النافعة، وهذه المجالات قد يكون لها مقام الضروريات؛ لأنها تصنع الأجيال، وتبني العقول، وتؤهل المحتاج إلى سوق العمل، فيستغني بذلك عن المسألة, وبعض الحكماء يقول: أعط الرجل صِنارة وعوّده على صيد السمك بَدَل أن تعطيه كل يوم سمكة، ومن أمثلة ما تجب مراعاته – لدخوله في باب الضروريات-: الواقع المأساوي للحالة الفلسطينية من جوع وحاجة وحصار، مثل المخيمات الموجودة في لبنان وسوريا، وفي داخل فلسطين، فهي تعاني الفقر والبطالة وتفتقر إلى ضروريات الحياة التي يجب توافرها في كل بيت، فهذا وجه مهم من وجوه الإنفاق.


وفي عالمنا الإسلامي والعربي نرى كثيراً من المحسنين يمتلكون سخاءً في البذل والعطاء، ولكنه إنفاق تقليدي – إذا صحّت العبارة- في مجالات تشبعت في الإنفاق، وتزاحم عليها المحسنون؛ فالحديث عن بناء المساجد، وفضل ذلك لا ينكره أحد، إنما ينبغي أيضاً مع مراعاتنا لبناء المسجد أن نراعي بناء الإنسان الذي يعمر المساجد..بناء جسده وفكره، وعقله وعلمه، وتأهيله لما يجعله مستغنياً عن الناس، وعن أن يكون عالة على المحسنين، وكم كلّفت مساجد في بلاد غربية وعربية ملايين الريالات، وهذا ليس مذموماً بحد ذاته، لكن إذا كان على حساب ما هو أهم منه فينبغي إعادة النظر فيه ومراجعته، ينبغي أن نبني – أيضاً - المسلم الواعي المدرك الذي يستطيع أن يعيش الحياة بشكل صحيح، وإلا فقد نبني المساجد ولا نجد من يعمرها، وقد يتزاحم المحسنون، ويتنافسون على عمارة مسجد في مناطق يكون الجانب الإنساني فيها والإيماني مهملاً إلى حد بعيد، فلا تجد من يقوم بالمتطلبات والحاجات الحياتية الضرورية، مما يعكس خللاً في فقه أولويات الإنفاق، وضعفاً في فهم مقاصد الصدقة والبذل.

وفي كل قضية يهب لها العالم الإسلامي تُجمع فيها الأموال، ويتحمس لها بعض المحسنين، ويحق لهم ذلك، غير أنه يجب ألاّ يكون إنفاقنا عبارة عن إطفاء حرائق، بمعنى أننا لا نهب للنجدة إلاّ إذا وقعت كارثة هنا أو زلزال هناك، فيكون تحركنا استثنائياً، بل لا بد من حركة دائمة، وإغاثة مستمرة، وإستراتيجية واضحة؛ لعمل المساعدات، وترتيب الإنفاق.


أما الإنفاق الذي يتْبعه الأذى من مَنٍّ على الناس، أو تسبّب بالشحناء والبغضاء، أو فتنة، فإن الكلام الطيب، والدعوة الحسنى باللسان والتوجيه النافع، وبث الوعي، ونشر الإيمان، والدين الصحيح أنفع وأولى وأجدى..

يقول جل وعلا: {قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ}.

صاحبة الفستان العاري ماذا تعرضين ؟

ذهب أحد الدعاة إلى مكان بعيد في غابات أفريقيا للدعوة إلى الله، وكان سعيداً بنجاحه في الوصول إلى هذه المنطقة النائية التي تقاعس الكثيرون عن الوصول إليها،

كانت المخاطر تحف بالقبيلة التي تسكن هذا المكان،فمن تلوث طعامهم وكدرة مائهم إلى كثرة الحشرات والبعوض، وأعظم المخاطر هي وجود أسود في المنطقة .


وفي إحدى الليالي كان الداعية يتجول مع أحد أفراد القبيلة ليستكشف المكان، فلمح ضوء مصباح من بعيد، فطلب من الرجل الذي معه أن يذهب به إلى مكان الضوء، وعندما وصل إلى هناك أصيب بالدهشة!

فقد وجد فتاة في السادسة عشر من عمرها بيضاء، شقراء، تتحدث مع بعض أفراد القبيلة، فبهت! وأطال النظر إليها..!


وسأل: ما الذي أتى بهذه المراهقة هنا في منطقة مليئة بالأسود؟

قال له الرجل: هذه لها ستة أشهر تعيش بيننا، تأكل من أكلنا وتشرب من مائنا، جاءت للتنصير وأسست كنيسة هنا.

هذا عمل فتاة مراهقة تعرض ماذا ؟

تعرض «دينها».

وتتحمل المشقة في سبيل ذلك وتدفع الأموال

وأنتِ يا من تلبسين البنطلون الضيق والملابس العارية ماذا تعرضين؟

وتتحملين المشقة في الأسواق من أجل ماذا؟

وتهدرين الأموال في سبيل أي شيطان؟

ومن أجل من تتحملين الملابس الفاضحة وآثامها؟

ولأي مجد تخططين؟ وبماذا نفعتِ الإسلام؟.


ماذا تعرض بعض النساء في الأعراس وغيرها..؟

عظام.. لحوم.. جلود.. صدور.. بطون.. ظهور.. أفخاذ..!

أجزاء جسد تشهد على أصحابها عند الله يوم القيامة، قال الله تعالى:

{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس:65]

أي تشهد عليهم أعضائهم التي كانت عوناً لهم على المعصية وينطقها

الله الذي أنطق كل شيء سبحانه.

صاحبة الفستان العاري ماذا تعرضين ؟

ذهب أحد الدعاة إلى مكان بعيد في غابات أفريقيا للدعوة إلى الله، وكان سعيداً بنجاحه في الوصول إلى هذه المنطقة النائية التي تقاعس الكثيرون عن الوصول إليها،

كانت المخاطر تحف بالقبيلة التي تسكن هذا المكان،فمن تلوث طعامهم وكدرة مائهم إلى كثرة الحشرات والبعوض، وأعظم المخاطر هي وجود أسود في المنطقة .


وفي إحدى الليالي كان الداعية يتجول مع أحد أفراد القبيلة ليستكشف المكان، فلمح ضوء مصباح من بعيد، فطلب من الرجل الذي معه أن يذهب به إلى مكان الضوء، وعندما وصل إلى هناك أصيب بالدهشة!

فقد وجد فتاة في السادسة عشر من عمرها بيضاء، شقراء، تتحدث مع بعض أفراد القبيلة، فبهت! وأطال النظر إليها..!


وسأل: ما الذي أتى بهذه المراهقة هنا في منطقة مليئة بالأسود؟

قال له الرجل: هذه لها ستة أشهر تعيش بيننا، تأكل من أكلنا وتشرب من مائنا، جاءت للتنصير وأسست كنيسة هنا.

هذا عمل فتاة مراهقة تعرض ماذا ؟

تعرض «دينها».

وتتحمل المشقة في سبيل ذلك وتدفع الأموال

وأنتِ يا من تلبسين البنطلون الضيق والملابس العارية ماذا تعرضين؟

وتتحملين المشقة في الأسواق من أجل ماذا؟

وتهدرين الأموال في سبيل أي شيطان؟

ومن أجل من تتحملين الملابس الفاضحة وآثامها؟

ولأي مجد تخططين؟ وبماذا نفعتِ الإسلام؟.


ماذا تعرض بعض النساء في الأعراس وغيرها..؟

عظام.. لحوم.. جلود.. صدور.. بطون.. ظهور.. أفخاذ..!

أجزاء جسد تشهد على أصحابها عند الله يوم القيامة، قال الله تعالى:

{ الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَىٰ أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} [يس:65]

أي تشهد عليهم أعضائهم التي كانت عوناً لهم على المعصية وينطقها

الله الذي أنطق كل شيء سبحانه.

وقفات مع بركان آيسلندا

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وبعد:

ففي دويلة صغيرة، لا تعدو أن تكون جزيرة نائية قي شمال المحيط الأطلسي، يثور بركان صغير من تحت نهر جليدي، لينفث موجات من السحب الغبارية، فيحدث فزعاً عاماً في قارة أوربا بأسرها، وارتباكاً عالميا للرحلات الدولية.

توقَّفت الطائرات، وأُغلقت المطارات، وعُلقت الرحلات؛ فـ (113) مطاراً أوروبيا يغلق أبوابه الجوية أمام الملاحة العالمية، وأكثر من (63) ألف رحلة طيران تُلغى، وخسائر شركات الطيران تصل نحو (250) مليون دولار يومياً... والمتأثرون من الناس فاق عددهم سبعة ملايين مسافر، تقطعت بهم السبل، وتحولت صالات المطارات إلى مهاجع للمسافرين، وبدأت المطارات بتزويدهم بالأسرة والأغطية... فضلا عن خسائر المصدرين والمستوردين.

لقد غدت أوروبا اليوم شبه معزولة عن العالم الخارجي، وهي تواجه أكبر تعطل للنقل الجوي في تاريخها، بل عدها البعض الأسوأ من نوعها في تاريخ الطيران المدني!!
 

1- فاعتبروا يا أولي الأبصار:

سحابُ غبارِ بركانٍ واحدٍ يصيب قارة كاملة بالذعر والخوف، ويشل حركتها الجوية، فكيف لو تفجرت عدة براكين؟!

إنه لأمر يستدعى منا التأمل والنظر، والتفكر والاعتبار، فالمسلم لا تمر عليه مثل هذه الأحداث العظيمة دون أن تكون له وقفة تأمل تنطلق من عقيدته وإيمانه بالله، ويقينه بأن كل ما يقع في كونه من خير فهو من فضله ورحمته، وكل ما يقع فيه من شر فهو بعلمه {ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}[سورة يس: 38]، وله الحكمة في كلِّ ما يقضي ويقدِّر: {لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْـئَلُونَ} [سورة الأنبياء: 23].

والمؤمن يقف عند مواقع العبر، وأحكام القدر، ينظر ويتدبر، ولا يقتصر اعتبار المؤمن على ما يحدث قريباً منه في الزمان والمكان، بل هو معتبر بكل ما يبلغه من آيات الله قربت منه أو بعدت عنه زماناً ومكاناً.


2- وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً:

فالبراكين والزلازل جند من جند الله يرسلها على من يشاء من عباده في الوقت الذي يشاء على النحو الذي يشاء، إنذاراً، ووعيداً وابتلاءً، وتمحيصاً، وعقاباً، {وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ، وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} [سورة المدثر: 31].

ومن جنود الله هذا الرماد المكون من جزيئات صغيرة من الزجاج والصخور المفتتة التي تهدد محركات الطائرات وهياكلها وتعيق حركتها ... وقد وُصِفَ هذا الرماد بالقاتل؛ لأن استنشاقه يمزق النسيج الرئوي.

والاقتصار في تعليل ما حدث بأنه مجرد أمر طبعي لا يسير إلا وفق نظم ونواميس كونية... يدل على غفلة عن مدبر الكون ومسيِّره، فمن الذي يجريها وفق ذلك النظام، ويسلطها على من يشاء وفق تقديره وتدبيره!!

{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ ﴿12﴾ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَن يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّـهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ} [سورة الرعد: 12-13].

3- وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَر:

إن ما حدث آية من آيات الله يرسلها لعباده تذكرة وموعظة للمؤمنين، وتخويفاً وترهيباً للمعرضين؛ فالقلوب المؤمنة تتعظ وتخبت وتنيب لربها، والقلوب الغافلة لا يشغلها سوى الخسائر الاقتصادية، والمتابعة الإعلامية، ومراقبة البركان... متناسين رب البركان: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا ۚ أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ ۚ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}[سورة الأعراف: 179].

إن من علامة قسوة القلوب وطمسها أن يسمع الناس قوارع الأحداث، وزواجر العبر والعظات التي تخشع لها الجبال، ثم يستمرون على طغيانهم ومعاصيهم، عاكفين على اتباع شهواتهم، غير عابئين بوعيد، ولا منصاعين لتهديد.


4- المؤمن مرهف الحس حي القلب:

يتأثر بمثل هذه الأحوال المخيفة، مقتدياً بهدي النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان إذا رأى ريحاً أو غيماً عُرِفَ ذلك في وجهه، فأقبل وأدبر، خوفاً من نزول عذاب.

وما ذاك إلا لرؤية غيم، فكيف بأعمدة من الرماد على ارتفاع (11) كيلومترا في الجو!!..

وكان حاله صلى الله عليه وسلم لما كسفت الشمس ـ تلك الآية الكونية ـ من أشد أحوال الخوف والانكسار والتضرع، حتى إنه خرج فزعاً يجر رداءه مستعجلاً يخشى أن تكون الساعة... ومع ذلك فإننا نجد الآن من لا يتأثر، ولا يخاف، ولا يتعظ؟!


5 ـ ما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ:

إن ما حدث شاهد عظيم على قدرة الله جل جلاله، فقدرته سبحانه فوق كل قدرة، وقوته تغلب كل قوة.. أرانا عجائب قدرته، ودلائل قوته فيما خلق وقدَّر..

فما شاء الله تعالى كان، وما لم يشأ لم يكن، وهو على كل شيء قدير {اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا}[سورة الطلاق: 12].

فقدرة الله لا يحدها شيء: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} [سورة فاطر: 44].


6 ـ عجز بني البشر:

فهذا الإنسان كلما طغى وتكبَّر وتجبَّر في الأرض ، وادعى الوصول لأعلى درجات الكمال والاستغناء عن خالقه ، يبعث الله ما يبين له ضعفه وعجزه وفقره إلى مولاه: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيد}[سورة فاطر: 15].

فماذا صنعت الدول بأجهزتها وقوتها أمام هذا الجندي من جنود الله... هل يستطيعون منعه أو إيقافه؟

إنهم يشاهدون ما يحدث، ولا يملكون نحوه شيئًا، مع كل ما وصلوا إليه من علوم وتقنيات!!.

فأين قوتهم وقدرتهم، وأين دراساتهم وأبحاثهم، ومكتشفاتهم ومخترعاتهم؟!!

هل دفعت لله أمرًا؟!!، أو منعت عذابًا؟!!، أو عطَّلت قدراً؟!

في لحظات معدودة ينقلب الأمن خوفاً، وتتحول مكاسب شركات الطيران إلى خسائر قدرت بمئات الملايين، وتقف قارة بأكملها عاجزة أمام هذه الكارثة، بالرغم مما توصلت إليه من تِقْنِيَّة علمية، ليطلعهم الله عز وجل على مدى ضعفهم، وقلة حيلتهم، وليعلموا صدق قوله تعالى: {قُلْ إِنَّ الْأَمْرَ كُلَّهُ لِلَّهِ} [سورة آل عمران: 154].


7 ـ أين القوة المادية؟

لطالما تبجحوا بقوتهم وجبروتهم المادي واغتروا به... لكن هذا التطور لم يستطع أن يفعل شيئاً أمام سحابة من الدخان، {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ}[سورة الملك: 20].

فهم في غرور يهيئ لهم أنهم في أمان، وفي حماية، وفي اطمئنان!!

فلما خُيِّل إليهم أنهم بلغوا شأواً عظيما في مجال صناعة الطيران.. أتاهم البركان على حين غرة؛ فأصاب طيرانهم بالعجز، والخسارة الفادحة {حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً}[سورة يونس: 24].


8 ـ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا:

فأين العلم، والتقدم، والتقنية للقضاء على هذه السحابة البركانية؟!!

لقد غدا علماء البيئة وعلم الأرض والأرصاد في حيرة واضطراب: فالبعض يقول إن البركان سيهدأ.... والبعض الآخر يقول سيزداد، والبعض يقف حائراً ولا يدري متى سيتوقف البركان عن نفث الغبار الذي يسبح على ارتفاع كيلومترات في الجو، فقد تتواصل لعدة أيام وربما عدة أشهر، وربما أكثر!!

والبعض يرى أن الأسوأ لم يأتِ بعد!!

وقد صرح المتخصصون في علم الأرض بمكاتب الأرصاد بقولهم: "نرى إشارات متباينة، توجد بعض الإشارات التي تدل على أن الثوران سيهدأ، وأخرى تظهر أنه لا يتراجع".
 

9 ـ قصور الحسابات البشرية:

ومع أن لهذه الآيات الكونية أسباباً بمقدور البشر في أحيان كثيرة التنبؤ بها قبل وقوعها.... إلا أن هذه الحوادث تثبت يوماً بعد يوم قصور البشر، سواء في التحليل وتوقع الأزمات، أو في الاستعدادات والاحتياطات، أو في التصدي لها.

وإذا وقع قدر الله، فلا تنفع حينئذ مراكز الدراسات الإستراتيجية, ولا الاحترازية, ولا أجهزة التحكم, ولا مراكز الأبحاث ورصد المعلومات ولا غيرها فـ {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}[سورة الروم: 4].

كما اعترف الخبراء أن تأثير السحابة البركانية بهذه الصورة يعد الأول من نوعه {فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا} [سورة: 2]..


10 ـ لا ملجأ منه إلا إليه:

إذ ليس للإنسان - مهما عظمت قوته واشتد ذكاؤه - من حيلة أمام هذه الآيات الكونية الكبرى سوى اللجوء إلى الله خالقها ومدبرها، والانطراح بين يديه، وإخلاص الدعاء والعبادة له، ولهذا شرعت الصلاة عند حصول الآيات العظيمة كالكسوف والخسوف «هُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَافْزَعُوا إِلَى الصَّلَاةِ»[رواه البخاري].


11 ـ سبحان مقلب الأحوال:

فما أسرع ما تتبدل الأحوال, وتتغير الأمور... إذا أراد الله شيئا قال له كن فيكون، بلمح البصر، من غير ممانعة ولا منازعة.

ما بين غمضة عين وانتباهتها.. يغير الله من حال إلى حـال...

فبينما الناس في حياتهم ومعائشهم غادون رائحون، ودون أي مقدمات يفجؤهم البركان بهذه السحب العظيمة، ليربك تخطيطاتهم وحساباتهم وتوقعاتهم.

والمؤمن ينتقل من هذا الأمر ليتذكر أمر الساعة: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ}[سورة الحج: 55]، وقال: {أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}[سورة يوسف: 107].


12 ـ أعاجيب الله في قدره:

فهذه النيران المستعرة يخرجها سبحانه وتعالى من قلب الجليد، ومن تحت نهر جليدي، كما قال رئيس أيسلندا: "ما نشاهده هنا في أيسلندا.. منظر لا يمكنكم أن تروه في مكان آخر من العالم، وهو امتزاج ثورة بركانية وأنهار جليدية".

فما أعظم قوة الله وما أبهر عجائبه التي يسوقها لتبصير الغافلين، ودعوتهم للتفكير {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ، أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}[سورة فصلت: 53].

يقيم اللّه لعباده من آياته في النفس والكون ما يدل على بديع صنعته، وباهر قدرته، ليتبين لهم الحق، والمخذول من أعرض وتولى.

ومن العجائب أن دولة البركان "أيسلندا" لم تتأثر بما حدث؛ لأن التيارات الهوائية حملت ذرات الغبار البركاني واتجهت به بعيداً عنها ، فتهبط طائراتها وتقلع بلا قلق ودون خوف... فقد قُدِّر لهذا الغبار أن يذهب لمكان محدد!!


13 ـ النظرة الإلحادية للطبيعة:

فمن جحود البشر لخالقهم ونكرانهم له نسبة كل صغيرة وكبيرة في الكون لقدرة الطبيعة، فبدلا من الإذعان لقدرة الله فيما حصل، نجد رئيس دولة البركان يقول: "إن ما يحدث عرضٌ لقوى الطبيعة".

وينسون قدرة الله الذي خلقها وسخرها ، وأن الطبيعة لا حول لها ولا قوة، بل كل ما يحدث فبإرادته سبحانه ومشيئته {اللَّـهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُم بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ}[سورة الرعد: 2].

{فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[سورة يس: 83].


14 ـ نار تذكر بنار:

فالصهير الناري البركاني الذي سبب هذا الرماد بلغت درجة حرارته (1200) درجة مئوية، وأذاب 10% من نهر الجليد، وهذه من نار الدنيا ، فكيف بنار الآخرة ، ولهذا لما ذكر الله نار الدنيا، قال: {نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً}[سورة الواقعة: 73]، تُذَكِّر بالنار الكبرى يوم القيامة، وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ»[صححه الألباني].


15 ـ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا:

فالسحب البركانية أدت إلى إغلاق المطارات, واحتجاز ملايين المسافرين، حتى لجأ بعضهم لإرسال استغاثات إلى سفارات دولهم لمساعدتهم في العودة إلى منازلهم..

وكم من مؤتمرات نُظِّمَت، ولقاءات أعد لها، وحجوزات تأكدت، ومواعيد تحددت... ثم أصحابها اليوم يفترشون مقاعد المطارات {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ، وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ}[سورة الأعراف: 188].


16 ـ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ، وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ.

فهي سنة ربانية... فكلما كثرت المعاصي, والظلم والقتل, وإشاعة الفاحشة؛ كثرت المصائب العامة من الأعاصير المهلكة، والفيضانات المغرقة، والزلازل المدمرة، والبراكين المحرقة، والأمراض الفتاكة، والطواعين العامة، والحروب الطاحنة، والنقص والآفات في النفوس والزروع والثمار، وغيرها من المصائب التي يخوف الله بها العباد، ويذكرهم بقوته وسطوته، وأنهم إن تركوا أمره لم يبال بهم في أي واد هلكوا، {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُواْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}[سورة الروم: 41].

وليست هذه بآخر الكوارث التي ستصيب من أعرض عن منهج الله وطغى وظلم وتجبّر: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّـهِ ۚ إِنَّ اللَّـهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ}[سورة الرعد: 31].


17 ـ مصائب قوم عند قوم فوائد:

أمام هذه الكارثة الاقتصادية لشركات الطيران العالمية, زاد الطلب على القطارات والباصات والعبارات المائية... وزاد الضغط كذلك على الفنادق.

ونشطت شركات السكك الحديدية التي سيرت قطارات إضافية بين دول أوروبا... وارتفعت أسعار الرحلات عموما...

فسبحان مقسم الأرزاق، فبينا أولئك يتجرعون مرارة خسائرهم الفادحة، ينعم هؤلاء بأرباح خيالية لم تكن لهم يوما بالحسبان!!


18 ـ استحضار نعم الله علينا:

فمن نظر إلى ما أصاب الناس في المطارات، ونومهم على المقاعد، وقد أرهقهم التعب وأقلقهم الترقب والانتظار، استحضر نعمة الله عليه بالراحة والطمأنينة والأمان.

والمؤمن ينظر للمصائب النازلة بالآخرين، فتهون عليه مصائبه، ويمتلئ قلبه بحمد الله، ويلهج لسانه بشكره.


19 ـ مشاهد ومشاهد:

إن هذه البراكين والزلازل تذكرنا بالزلزلة الكبرى، فبركان واحد أحدث ما أحدث من الفزع والكوارث ، فكيف بزلزلة الأرض كلها: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ ﴿1﴾ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ اللَّـهِ شَدِيدٌ}[سورة الحج: 1-2].

والغبار الذي حجب الشمس عن سماء هذه الدول يذكرنا بقوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}[سورة التكوير: 1]... أي: ذهب ضوءها.

وتناثر أجزاء البركان في الهواء يذكر بقوله: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}[سورة التكوير: 2]، أي: تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض.

وتعطل حركة الطيران والمطارات يذكرنا بقوله تعالى: {وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ}[سورة التكوير: 4]، والعشار : هي خيار الإبل والحوامل منها، وهي أنفس أموال العرب إذ ذاك، فنبه سبحانه بذلك على تعطل كل ما هو في معناه من كل نفيس من المال، حيث يأتي الناس ما يذهلهم عنها فيتعطل الانتفاع بها.

وعجز القارة الأوربية بعدتها وعتادها، وذهولها مما يحدث، وتساءل الجميع عما يحدث، يذكرنا بعجز الإنسان عند قيام الساعة، يوم يقف مشدوها مستعظما ما يرى {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴿1﴾ وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴿2﴾ وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا...}[سورة الزلزلة: 1-3]، أي: أي شيء عرض لها؟

وإن هذه الغيوم المتراكمة التي تملأ الأجواء على ارتفاعات هائلة... تذكرنا بالدخان الذي يبعثه الله قبل قيام الساعة: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ ﴿10﴾ يَغْشَى النَّاسَ ۖ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ}[سورة الدخان: 10-11].


وختاماً...

فإن مشاهدة ومعاينة آيات الله الكونية العظيمة المخيفة لتغني عن وعظ الواعظين وتذكير المذكرين، ونصح الناصحين، إنها لأكبر زاجر، وأبلغ واعظ، وأفصح ناصح.. وإن في مراحلِ العمُر، وتقلّبات الدّهر، وفجائع الزمان لعِبَرًا ومزدجرًا ومَوعِظة ومُدّكرًا، يحاسِب فيها الحصيف نفسَه، ويراجع مواقفَه، حتى لا يعيشَ في غَمرة ويؤخَذَ على غِرّة.

نسأل الله أن يلطف بإخواننا المسلمين في كل مكان، وأن يجعل من هذه الآية عبرة يهدي بها أهل الضلال إلى صراطه المستقيم ودينه القويم. إنه سميع مجيب، لطيف خبير.

والحمد لله رب العالمين،،

الأيــــــــام البيــــــــض لجمادى الأولى

الأيــــــــام البيــــــــض لجمادى الأولى


عن النبي ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال: «‏صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة» رواه النسائي وصححه الألباني.
ويوافق بداية هذه الأيام لشهر جمادى الأولى يوم الثلاثاء الموافق 27 إبريل 2010. وبالتالي تكون الأيام البيض لهذا الشهر الثلاثاء والأربعاء والخميس والله تعالى أعلم  .
*قد تختلف بداية الأيام البيض من بلد لأخرى بحسب ابتداء الشهر الهجري لديها وما اعتمدته .
 واسألوا الله جل وعلا أن ينصر إخوانكم المسلمين في كل مكان في أفغانستان و في غزة وأن يرفع عنهم الكرب وأن يشفي مريضهم ويداوي جريحهم ويقبل شهيدهم وأن يرفع راية الحق وأن يحفظ المسجد الأقصى وأن يكشف راية النفاق وأن يدمر الصهاينة اليهود الحاقدين والشيوعيين المجرمين ومن عاونهم تدميرا هو ولي ذلك والقادر عليه  .
وأن يحفظ المسلمات عفيفات لدينهن حافظات وأن يهلك كل من حاول النيل أو المساس بهن وبحجابهن .

الخميس، 15 أبريل 2010

دعاء كميل بن زياد ( رحمه الله )

دعاءُ كميلُ بن زياد :
" اَللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء ، وَ بِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْء ، وَ خَضَعَ لَها كُلُّ شَيء ، وَ ذَلَّ لَها كُلُّ شَيء ، وَ بِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيء ، وَ بِعِزَّتِكَ الَّتي لا يَقُومُ لَها شَيءٌ ، وَ بِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلأَتْ كُلَّ شَيء ، وَ بِسُلْطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شَيء ، وَ بِوَجْهِكَ الْباقي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيء ، وَ بِأَسْمائِكَ الَّتي مَلأَتْ أرْكانَ كُلِّ شَيء ، وَ بِعِلْمِكَ الَّذي أَحاطَ بِكُلِّ شَيء ، وَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي أَضاءَ لَهُ كُلُّ شيء ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ ، يا أَوَّلَ الأوَّلِينَ وَ يا آخِرَ الآخِرينَ .
اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّرُ النِّعَمَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لي الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ ، اَللّهُمَّ اغْفِرْ لي كُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ ، وَ كُلَّ خَطيئَة اَخْطَأتُها .
اَللّهُمَّ اِنّي اَتَقَرَّبُ اِلَيْكَ بِذِكْرِكَ ، وَ اَسْتَشْفِعُ بِكَ إلى نَفْسِكَ ، وَ أَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أن تُدْنِيَني مِنْ قُرْبِكَ ، وَ أَنْ تُوزِعَني شُكْرَكَ ، وَ أَنْ تُلْهِمَني ذِكْرَكَ ، اَللّهُمَّ إني أَسْأَلُكَ سُؤالَ خاضِع مُتَذَلِّل خاشِع أن تُسامِحَني وَ تَرْحَمَني وَ تَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً ، وَ في جَميعِ الأحوال مُتَواضِعاً .
اَللّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ ، وَ اَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ ، وَ عَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ .
اَللّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ ، وَ عَلا مَكانُكَ ، وَ خَفِي مَكْرُكَ ، وَ ظَهَرَ اَمْرُكَ وَ غَلَبَ قَهْرُكَ ، وَ جَرَتْ قُدْرَتُكَ ، وَ لا يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ .
اَللّهُمَّ لا أجِدُ لِذُنُوبي غافِراً ، وَ لا لِقَبائِحي ساتِراً ، وَ لا لِشَيء مِنْ عَمَلِي الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ ، لا اِلهَ إلاّ أنْتَ ، سُبْحانَكَ وَ بِحَمْدِكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسي ، وَ تَجَرَّأْتُ بِجَهْلي ، وَ سَكَنْتُ إلى قَديمِ ذِكْرِكَ لي وَ مَنِّكَ عَلَيَّ .
اَللّهُمَّ مَوْلاي كَمْ مِنْ قَبيح سَتَرْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ فادِح مِنَ الْبَلاءِ اَقَلْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ ، وَ كَمْ مِنْ ثَناءٍ جَميلٍ لَسْتُ اَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ .
اَللّهُمَّ عَظُمَ بَلائي ، وَ اَفْرَطَ بي سُوءُ حالي ، وَ قَصُرَتْ بي اَعْمالي ، وَ قَعَدَتْ بي اَغْلالي ، وَ حَبَسَني عَنْ نَفْعي بُعْدُ اَمَلي ، وَ خَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها ، وَ نَفْسي بِجِنايَتِها ، وَ مِطالي يا سَيِّدي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أن لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائي سُوءُ عَمَلي وَ فِعالي ، وَ لا تَفْضَحْني بِخَفِي مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّي ، وَ لا تُعاجِلْني بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتي مِنْ سُوءِ فِعْلي وَ إساءَتي ، وَ دَوامِ تَفْريطي وَ جَهالَتي ، وَ كَثْرَةِ شَهَواتي وَ غَفْلَتي ، وَ كُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الأحوالِ رَؤوفاً ، وَ عَلَي في جَميعِ الاُْمُورِ عَطُوفاً .
اِلهي وَ رَبّي مَنْ لي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرّي ، وَ النَّظَرَ في اَمْري ، اِلهي وَ مَوْلاي اَجْرَيْتَ عَلَي حُكْماً اِتَّبَعْتُ فيهِ هَوى نَفْسي ، وَ لَمْ اَحْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوّي ، فَغَرَّني بِما اَهْوى وَ اَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ الْقَضاءُ ، فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ ، وَ خالَفْتُ بَعْضَ اَوامِرِكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَلي في جَميعِ ذلِكَ ، وَ لا حُجَّةَ لي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُكَ ، وَ اَلْزَمَني حُكْمُكَ وَ بَلاؤُكَ .
وَ قَدْ اَتَيْتُكَ يا اِلهي بَعْدَ تَقْصيري وَ اِسْرافي عَلى نَفْسي مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً ، لا أجِدُ مَفَرّاً مِمّا كانَ مِنّي ، وَ لا مَفْزَعاً اَتَوَجَّهُ إليه في أَمْري ، غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْري ، وَ اِدْخالِكَ اِيّايَ في سَعَة رَحْمَتِكَ .
اَللّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْري ، وَ ارْحَمْ شِدَّةَ ضُرّي ، وَ فُكَّني مِنْ شَدِّ وَثاقي .
يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَني ، وَ رِقَّةَ جِلْدي ، وَ دِقَّةَ عَظْمي ، يا مَنْ بَدَأَ خَلْقي وَ ذِكْري وَ تَرْبِيَتي وَ بِرّي وَ تَغْذِيَتي هَبْني لاِبْتِداءِ كَرَمِكَ ، وَ سالِفِ بِرِّكَ بي .
يا اِلهي وَ سَيِّدي وَ رَبّي ، اَتُراكَ مُعَذِّبي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحيدِكَ ، وَ بَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبي مِنْ مَعْرِفَتِكَ ، وَ لَهِجَ بِهِ لِساني مِنْ ذِكْرِكَ ، وَ اعْتَقَدَهُ ضَميري مِنْ حُبِّكَ ، وَ بَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافي و َدُعائي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ ، هَيْهاتَ أنْتَ اَكْرَمُ مِنْ أنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ ، أوْ تُبَعِّدَ مَنْ أدْنَيْتَهُ ، اَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ ، اَوْ تُسَلِّمَ اِلَى الْبَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَ رَحِمْتَهُ ، وَ لَيْتَ شِعْري يا سَيِّدي وَ اِلهي وَ مَوْلايَ ، اَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوه خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً ، وَ عَلى اَلْسُن نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً ، وَ بِشُكْرِكَ مادِحَةً ، وَ عَلى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً ، وَ عَلى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً ، وَ عَلى جَوارِحَ سَعَتْ إلى أوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً ، وَ اَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً ، ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ ، وَ لا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ .
يا كَريمُ يا رَبِّ وَ اَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفي عَنْ قَليل مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَ عُقُوباتِها ، وَ ما يَجْري فيها مِنَ الْمَكارِهِ عَلى أهْلِها ، عَلى أنَّ ذلِكَ بَلاءٌ وَ مَكْرُوهٌ قَليلٌ مَكْثُهُ ، يَسيرٌ بَقاؤُهُ ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ ، فَكَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ الآخِرَةِ ، وَ جَليلِ وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها ، وَ هُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ ، وَ يَدُومُ مَقامُهُ ، وَ لا يُخَفَّفُ عَنْ اَهْلِهِ ، لاَِنَّهُ لا يَكُونُ إلاّ عَنْ غَضَبِكَ وَ اْنتِقامِكَ وَ سَخَطِكَ ، وَ هذا ما لا تَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَ الأرْضُ ، يا سَيِّدِي فَكَيْفَ لي وَ أنَا عَبْدُكَ الضَّعيفُ الذَّليلُ الْحَقيرُ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ .
يا اِلهي وَ رَبّي وَ سَيِّدِي وَ مَوْلايَ لأيِّ الاُْمُورِ اِلَيْكَ اَشْكُو ، وَ لِما مِنْها أضِجُّ وَ اَبْكي ، لأليمِ الْعَذابِ وَ شِدَّتِهِ ، أمْ لِطُولِ الْبَلاءِ وَ مُدَّتِهِ ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَني لِلْعُقُوباتِ مَعَ أعْدائِكَ ، وَ جَمَعْتَ بَيْني وَ بَيْنَ أهْلِ بَلائِكَ ، وَ فَرَّقْتَ بَيْني وَ بَيْنَ أحِبّائِكَ وَ أوْليائِكَ ، فَهَبْني يا إلهي وَ سَيِّدِي وَ مَوْلايَ وَ رَبّي صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ ، فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ ، وَ هَبْني صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ ، فَكَيْفَ اَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إلى كَرامَتِكَ ، أمْ كَيْفَ أسْكُنُ فِي النّارِ وَ رَجائي عَفْوُكَ ، فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدي وَ مَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً لاَِضِجَّنَّ إلَيْكَ بَيْنَ أهْلِها ضَجيجَ الآمِلينَ ، وَ لأصْرُخَنَّ إلَيْكَ صُراخَ الْمَسْتَصْرِخينَ ، وَ لأبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدينَ ، وَ لاَُنادِيَنَّكَ اَيْنَ كُنْتْ ( كُنْتُ ) يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصّادِقينَ ، وَ يا اِلهَ الْعالَمينَ .
أفَتُراكَ سُبْحانَكَ يا إلهي وَ بِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْد مُسْلِم سُجِنَ فيها بِمُخالَفَتِهِ ، وَ ذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ ، وَ حُبِسَ بَيْنَ اَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَ جَريرَتِهِ ، وَ هُوَ يَضِجُّ إلَيْكَ ضَجيجَ مُؤَمِّل لِرَحْمَتِكَ ، وَ يُناديكَ بِلِسانِ أهْلِ تَوْحيدِكَ ، وَ يَتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ ، يا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَ هُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ ، أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النّارُ وَ هُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَ رَحْمَتَكَ ، اَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها وَ أنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَ تَرى مَكانَه ، اَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَ أنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ ، اَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ اَطْباقِها وَ أنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ ، اَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَ هُوَ يُناديكَ يا رَبَّهُ ، اَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فيها ، هَيْهاتَ ما ذلِكَ الظَّنُ بِكَ ، وَ لاَ الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ ، وَ لا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وَ اِحْسانِكَ ، فَبِالْيَقينِ اَقْطَعُ لَوْ لا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ ، وَ قَضَيْتَ بِهِ مِنْ اِخْلادِ مُعانِدِيكَ ، لَجَعَلْتَ النّارَ كُلَّها بَرْداً وَ سَلاماً ، وَ ما كانَ لأحَد فيها مَقَرّاً وَ لا مُقاماً ، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أسْماؤُكَ اَقْسَمْتَ أنْ تَمْلاََها مِنَ الْكافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَ النّاسِ اَجْمَعينَ ، وَ أنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ ، وَ أنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً ، وَ تَطَوَّلْتَ بِالإنْعامِ مُتَكَرِّماً ، اَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ .
إلهي وَ سَيِّدى فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتي قَدَّرْتَها ، وَ بِالْقَضِيَّةِ الَّتي حَتَمْتَها وَ حَكَمْتَها ، وَ غَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ اَجْرَيْتَها ، أنْ تَهَبَ لي في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَ في هذِهِ السّاعَةِ كُلَّ جُرْم اَجْرَمْتُهُ ، وَ كُلَّ ذَنْب اَذْنَبْتُهُ ، وَ كُلَّ قَبِيح أسْرَرْتُهُ ، وَ كُلَّ جَهْل عَمِلْتُهُ ، كَتَمْتُهُ أوْ اَعْلَنْتُهُ ، أخْفَيْتُهُ أوْ اَظْهَرْتُهُ ، وَ كُلَّ سَيِّئَة أمَرْتَ بِاِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي ، وَ جَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي ، وَ كُنْتَ أنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ ، وَ الشّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ ، وَ بِرَحْمَتِكَ اَخْفَيْتَهُ ، وَ بِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ ، وَ أنْ تُوَفِّرَ حَظّي مِنْ كُلِّ خَيْر اَنْزَلْتَهُ أوْ اِحْسان فَضَّلْتَهُ ، أوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ ، أوْ رِزْق بَسَطْتَهُ ، أوْ ذَنْب تَغْفِرُهُ ، أوْ خَطَأ تَسْتُرُهُ ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ .
يا اِلهي وَ سَيِّدي وَ مَوْلايَ وَ مالِكَ رِقّي ، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتي ، يا عَليماً بِضُرّي وَ مَسْكَنَتي ، يا خَبيراً بِفَقْري وَ فاقَتي ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَ قُدْسِكَ ، وَ اَعْظَمِ صِفاتِكَ وَ اَسْمائِكَ ، أنْ تَجْعَلَ اَوْقاتي مِنَ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً ، وَ بِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً ، وَ اَعْمالي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً ، حَتّى تَكُونَ أعْمالي وَ أوْرادي كُلُّها وِرْداً واحِداً ، وَ حالي في خِدْمَتِكَ سَرْمَداً .
يا سَيِّدي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلي ، يا مَنْ اِلَيْهِ شَكَوْتُ أحْوالي ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحي ، وَ اشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحي ، وَ هَبْ لِيَ الْجِدَّ في خَشْيَتِكَ ، وَ الدَّوامَ فِي الاِْتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ ، حَتّى أسْرَحَ إلَيْكَ في مَيادينِ السّابِقينَ ، وَ اُسْرِعَ إلَيْكَ فِي الْبارِزينَ ، وَ اَشْتاقَ إلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتاقينَ ، وَ اَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الُْمخْلِصينَ ، وَ اَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنينَ ، وَ اَجْتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ .
اَللّهُمَّ وَ مَنْ اَرادَني بِسُوء فَاَرِدْهُ ، وَ مَنْ كادَني فَكِدْهُ ، وَ اجْعَلْني مِنْ أحْسَنِ عَبيدِكَ نَصيباً عِنْدَكَ ، وَ اَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ ، وَ اَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ ، فَاِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ إلاّ بِفَضْلِكَ ، وَ جُدْ لي بِجُودِكَ ، وَ اعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ ، وَ احْفَظْني بِرَحْمَتِكَ ، وَ اجْعَلْ لِساني بِذِكْرِكَ لَهِجَاً ، وَ قَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً ، وَ مُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ اِجابَتِكَ ، وَ اَقِلْني عَثْرَتي ، وَ اغْفِرْ زَلَّتي ، فَاِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ ، وَ اَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ ، وَ ضَمِنْتَ لَهُمُ الإجابَةَ ، فَاِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي ، وَ اِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدي ، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعائي ، وَ بَلِّغْني مُنايَ ، وَ لا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائي ، وَ اكْفِني شَرَّ الْجِنِّ وَ الإنْسِ مِنْ اَعْدائي .
يا سَريعَ الرِّضا اِغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إلاّ الدُّعاءَ ، فَاِنَّكَ فَعّالٌ لِما تَشاءُ ، يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ وَ ذِكْرُهُ شِفاءٌ وَ طاعَتُهُ غِنىً ، اِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ ، وَ سِلاحُهُ الْبُكاءُ ، يا سابِغَ النِّعَمِ ، يا دافِعَ النِّقَمِ ، يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَ آلِ مُحَمَّد ، و َافْعَلْ بي ما أنْتَ اَهْلُهُ ، وَ صَلَّى اللهُ عَلى رَسُولِهِ وَ الأَئِمَّةِ الْمَيامينَ مِنْ آلِهِ ، وَ سَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً "

الثلاثاء، 6 أبريل 2010

the beauty

معلومات بسيطة بس مفيدة جدا


*ما هي خطيئة النبي نوح عليه السلام طوال حياته؟؟؟
ج: انه نظر إلى كلب وقال في داخله ما أقبح هذا الكلب فرد الله عليه
بما معناه ( اخلق أفضل منه إن استطعت)


*ما هو الشيء الذي خلق من حجر ومن حفظ من الحجر ومن هلك بالحجر؟
ج:الشيء الذي خلق من الحجر هي ناقة صالح، ومن حفظ بالحجر
أهل الكهف ومن هلك بالحجر جيش ابره الحبشي.


*من هم أكثر الأقوام فجورا وأقبحهم وأخبثهم ؟؟
الذين اوجدوا فاحشه لم يسبق لها مثيل؟؟؟
ج:هم قوم لوط يسبقهم احد لها هي تركهم لما احل الله لهم من
النساء تركوا النساء ولم يتزوجوهن وفعلوا الفواحش مع الذكور.



*ما هي الثلاث كذبات التي كذبها سيدنا إبراهيم عليه السلام
وهو يخشى أن تكون هي من تدخله النار علما أنه خليل الله ؟

ج:الكذبة الأولى عندما كذب على أصدقائه وقال لهم لا استطيع

أن أذهب معكم للعيد فاني مريض وادعى المرض ليستغفل الكل

ويحطم الأصنام. الكذبة الثانيةانه عندما سألوه الكفار أنت من

حطم الأصنام ؟ قال لا بل فعلها كبيرهم .


الكذبةالثالثة انه عندما كان مع زوجته ساره عندما كان في ارض
النمرود وسأله احد الحرس عن ساره هل هي زوجتك فقال لا بل
أختي( لان النمرود قال لهم احضرواهذه السيدة واسألوها الذي
معها إن كان زوجها فقتلوه وان كان أبيها أو أخوها فتركوه .)


*من هو النبي الذي لا يزال على قيد الحياة ولم يمت ؟؟

ج:سيدنا عيس عليه السلام لم يمت بل رفع إلى السماء.



*من هو النبي الذي قبضت روحه في السماء؟؟؟

ج:سيدنا إدريس عليه السلام.



*نحن نعلم إن مناسك الحج كلها متعلق بحياة سيدنا إبراهيم عليه السلام
وما فعله من أعمال ولكن ما هي قصه رمي الجمرات الصغرى الوسطى الكبرى ؟؟
ج:إن عندما كان إبراهيم مع ابنه إسماعيل ذاهبا لأداء ما أمرهم الله به وهو قتل

إسماعيل كان الشيطان يخرج لسيدنا إبراهيم ليوسوس له ليمتنع عن قتل ابنه

وليعزز مكانه ابنهم ولا يستطيع قتله وفي كل مره يخرج الشيطان ليوسوس كان

سيدنا إبراهيم يرميه بالحجر في المره الأولى والثانية والثالثة وبعدها لم يخرج.




*ما هو الشيء الذي خلقه الله ونكره؟
ج: صوت الحمير.

*ما هو الشيء الذي خلقه الله سبحانه وعظمه؟

ج: كيد النساء(إن كيدهن عظيم
)



*لماذا سميت بلاد الشام بهذا الاسم؟
ج: نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام حيث استقربهذه المنطقة،

وأطلق عليها بلاد سام باللغة السريانية، وفي اللغة العربية تنطق السين السريانية شيناً..




*: ماهي فائدة اوراق الطماطم؟؟

ج: لها فوائد عجيبة في طرد البعوض، إذ يكفي وضعها في غرفة ما

ليهرب البعوض منها، وكذا بقية الحشرات، كما أن آلام لدغ الحشرات والتهاب

المفاصل تزول
بسهولة بإذن الله بدلك مكان اللدغ بأوراق الطماطم



* مامعنى القصة الخرافية؟؟ وماسبب تسميتها بالخرافية ؟؟

ج: تسمى القصص الأسطورية وغير المعقولة والتي يصعب تصديقها

تسمى (قصص خرافية) وذلك نسبة إلى رجل اسمه خرافة من بني

عذرة أدعى أن الجن خطفتهوبقي عندهم فترة من الزمن ثم عاد

إلى قومه يروي لهم مغامراته مع الجن وكان يصعب تصديقها

لغرابتها وبعدها عن المعقول.





* من هو الشخص الوحيد الذي أقسم الله بحياته في القرآن الكريم؟؟

ج: هو نبينا محمد صلى الله عليه ..قال الله تعالى:


: (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [الحجر :72].





يارب تكون افادتكم
تحياتى

بصمات تبكيني دما لا دموعا‎

بسم الله الرحمن الرحيم




السلام عليكم ورحمه الله وبركاته






˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكيني دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°
كثيره هي البصمات التي تؤلمني و تجرحني في حياتي
والتي لم أجد ولم أعرف لها سبب
أو تفسير

°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكيني دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°


عندما أحب أشخاص وأصدم بطريقة تعاملهم
وقساوتهم

°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكيني دما لادموعاஓ♥♡ღ ◦˚°


عندما توجه إلي أنواع التهم والشكوك
وانامظلوم وبريئ منها واحاول تبرئة نفسي
ولا أحد يسمعني ويصدقني


°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمات تبكيني دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°


عندما لاأستطيع الاستغناء أو التخلي عن أشخاص أحببتهم
واصدم بكوني مجرد نزوه في حياتهم وتنتهي

°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكيني دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°



عندما أشعر بفراغ كبير وحنين وشوق إلى ماضي
جميل كتب له أن يمحى وحكم عليه أن يدفن

°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكيني دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°



عندما أشعر بوخزات مؤلمه تكاد تكون داميه
بحاجه لمن يضمها ويرعاها ولكن للاسف
لاأجد أحداً

°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكيني دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°





عندما تجرح مشاعري وتداس كرامتي من أقرب الناس
إلى قلبي ولاأستطيع أن أدافع عنهما

°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكيني دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°



عندما أحاول أن أمنح طفلاً الحب والحنان
ولكن أكتشف بأني أفتقده

°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكينـي دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°



عندما أحلم وأتمنى وأحاول تحقيق أحلامي وامنياتي
وكل من حولي يحطمني ويقضي على أحلامي وامنياتي



°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكينـي دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°



عندما أشاهد طفلا أو شخصا يبكي أمام عيني
ولاأستطيع تكفيف دموعه ومساعدته

°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكيني دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°



عندما أحتاج الى أم و أب ارتمي في أحضانهم
ولكن لا أجدهم بالقرب مني




°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكينـي دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°



عندما أتظاهر بالراحه وابتسم من وراء قلبي أمام الكل في حين
أنهم يحاولون تدميري والقضاء على ابتسامتي التي رسمتها

°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكيني دما لادموعاஓ♥♡ღ◦˚°


عندما أموت ويحزن الكل ويبكي على فراقي في حين أنهم
لم يشعروني بأهمية وجودي في حياتهم

°˚◦ღ♡♥ஓ. بصمــات تبكينـي دما لادموعا ஓ♥♡ღ◦˚°


عندما أموت وتبقى بصماتي مجرد ذكرى لوقت
وزمن محدد وتتلاشى وكأني لم أكن بينكم
--
سبحان الله وبحمده ... سبحان الله العظيم