كل عام و انتم بخير 2013

للعام السابع على التوالى تستمر المدونة فى عرض الافكار و نشر الموضوعات الهامة و اللى جاى احلى ..

الأربعاء، 19 ديسمبر 2007

مصر اصبحت على فوهة البركان ..والانفجار سيكون مدمرا


ماذا يحدث في مصر؟!.. مظاهرات، إضرابات، اعتصامات طلاب، موظفون، عمال، قضاة، محامين، صحفيين، مواطنين عاديين، كأن مصر كلها تحولت إلي بركان يوشك علي الانفجار. منذ عدة شهور وموظفو الضرائب العقارية، يقدمون مطالبهم إلي الجهات المعنية عبر الطرق الشرعية، انحصر مطلبهم فقط في ضمهم إلي وزارة المالية ومعاملتهم أسوة بزملائهم الآخرين، غير أن السيد الدكتور يوسف بطرس غالي أغمض عينيه وأغلق أذنيه، وراح يتعامل معهم بطريقة الطناش التي تميز بها وأصبحت واحدة من أهم سماته. لم يكلف أحد من المسئولين نفسه بالرد عليهم، لم يستمع إلي شكواهم أحد، تعاملوا معهم باستهانة واستهتار، ولم يكن أمام الموظفين إلا الزحف إلي الجيزة ثم القاهرة، حيث تظاهروا واعتصموا أمام وزارة المالية، ثم اضطروا للزحف أمام مجلس الوزراء حيث افترشوا الأرض وأعلنوا انهم لن يبرحوا أماكنهم إلا بعد حل مشكلتهم. وراح المعتصمون يناشدون الرئيس مبارك التدخل ويهتفون 'يا مبارك يا أبوجمال ارفع من شأن الغلبان'.وقد هدد المظفون بنقل اعتصامهم إلي رئاسة الجمهورية بعد عودة الرئيس إذا لم يكن هناك حل حاسم لمشكلتهم، بينما راح الآلاف من الموظفين يضربون عن العمل في غالبية محافظات مصر..وهكذا أصبحت هذه المشاهد طبيعية في قلب القاهرة والمحافظات، وبدأ الناس يتمردون علي سلطة الدولة بعد أن وجدوا تجاهلا متعمدا لمطالبهم، وأصبح الشارع المصري وكأنه يمارس بروفة يومية ليوم الانفجار الكبير الذي لاشك انه قادم طالما ظلت الأوضاع تمضي من سيئ إلي اسوأ في البلاد. لقد أصبح النظام في واد والناس في واد آخر، الحرائق تشتعل في كل مكان وعمليات الاطفاء الجزئية تتم فقط بتدخل الرئيس مبارك، أما غير ذلك، الكل يتعمد التجاهل والتعامل مع مطالب المواطنين بمنطق اللا مبالاة. فمنذ أيام قليلة اضطر الرئيس أن يتدخل لسحب القانون المقدم من وزارة العدل والذي اثار ثورة القضاة، وقبلها تدخل الرئيس واصدر تعليماته بصرف مكافآت وحوافز عمال المحلة، حتي وصل الأمر إلي قضية التلميذة آلاء التي عاقبتها وزارة التربية والتعليم لأنها تدخلت وأدلت برأيها في الأوضاع السياسية والاقتصادية الراهنة في ورقة الاجابة الخاصة بالامتحان، فأعاد الرئيس للتلميذة حقها الذي أهدر عقابا لها.. وهكذا أصبحت الأوضاع في البلاد تزداد من سيئ إلي أسوأ، والهبات الشعبية التي تنذر بانتفاضة عارمة أضحت تنتقل من بقعة إلي أخري، ومن فئة إلي فئة، حتي أضحي الناس جميعا في حالة استنفار..إن السؤال الذي يطرح نفسه، لماذا وصلنا إلي ما وصلنا إليه؟ لماذا أصبح الوطن وكأنه قنبلة موقوتة تنتظر الانفجار؟ والاجابة ببساطة تختصر في عبارة واحدة 'غياب الأمل'!.. نعم لقد غاب الأمل وتراجعت الآمال والطموحات، انتشر الفساد في طول البلاد وعرضها، انحازت السلطة السياسية إلي طبقة الاغنياء وتناست الفقراء، فازداد الأغنياء ثراء وازداد الفقراء فقرا.. لقد أطلقت الأسعار من قيودها، فتخطت كل الحدود، غابت الدولة وتحكم الجشع في كل شيء وأضحي الناس علي يقين أن أحدا لن يلتفت إلي حال الفقراء ولن ينصفهم ويحميهم من غول الأسعار والفساد والاستبداد.ومنذ أيام قليلة بدأت الحكومة تبحث عن وسيلة جديدة هدفها افقار الفقراء ومحاصرة أكثر من 90% من ابناء الشعب المصري تحت يافطة تحويل الدعم من دعم عيني إلي دعم نقدي..اختلفت الأرقام فالدكتور مفيد شهاب وزير الدولة للشئون البرلمانية والقانونية قال أمام مجلس الشعب إن الدعم يصل إلي حوالي 75 مليار جنيه، ورئيس الوزراء صرح للاذاعة المصرية بأن الدعم المقدم هو في حدود 75 مليار جنيه، وقال الرئيس مبارك في حديث لرؤساء التحرير اثناء عودته من رحلته الأوربية إن الدعم يصل إلي نحو 100 مليار جنيه. اصبحنا أمام عملية يجري التحضير لها تحت عنوان 'ترشيد الدعم' ليصل إلي مستحقيه، ولا نعرف من هم الذين لا يستحقون الدعم في ظل غلاء الأسعار الذي فاق كل الحدود والتوقعات.لقد أدلي الرئيس مبارك بحديث لرؤساء التحرير عقب عودته نهاية الأسبوع الماضي من رحلته الأوربية أكد فيه حرفيا أنه لا إلغاء للدعم علي الاطلاق وأن الدعم موجه أساسا لمصلحة الطبقات محدودة الدخل، وأنه لذلك لن يتم رفعه أو المساس به ولا نية لذلك علي الاطلاق وأن تعليماته للحكومة هي الابقاء الكامل علي الدعم وإجراء حوار مجتمعي شامل يشارك فيه الجميع للوصول إلي الصيغة الأمثل لوصول الدعم إلي مستحقيه. وقال الرئيس بلغة حاسمة إنه لا تفكير علي الاطلاق في زيادة أسعار الخبز أو رفع الدعم عنه، وأنه ليس هناك من يملك أو يستطيع رفع هذا الدعم وأن هذه مسألة تخص الرئيس وحده وهو منحاز دائما لطبقة محدودي الدخل المحتاجين للدعم. وقال الرئيس إنه ليس هناك موعد محدد لانتهاء الحوار المجتمعي قبل الوصول إلي توافق شعبي كامل حول الوسيلة الأمثل لوصول الدعم إلي مستحقيه.وهذا الكلام في تقديري يمثل متغيرا جديدا يعكس توجها مختلفا لرؤية الرئيس عن تلك الرؤية التي تطرحها الحكومة، مما يؤكد أن النية تتجه لمراجعة الموقف في ضوء ردود الفعل الأولوية التي أظهرت حالة من الغضب العارم من قبل جميع الفئات المجتمعية ازاء عزم الحكومة تنفيذ رؤيتها لعملية الدعم. والرئيس هنا يعلن بوضوح أن الدعم لن يلغي وأن دعم رغيف العيش سيبقي، وأنه هو وحده صاحب القرار في ذلك، وأنه ليس هناك موعد لحسم الأمر، كما تردد قبل ذلك وتم تحديده بنهاية شهر يونيو من العام القادم.إن كلام الرئيس يعيد الاطمئنان إلي النفوس ويوقف هذا الجنوح والتمادي في ممارسة الضغوط المادية والنفسية علي هذا الشعب المقهور، لكن القضية في تقديري أكبر بكثير من الدعم، فنحن في حاجة إلي إصلاح شامل، سياسي، واقتصادي، واجتماعي، وإداري. إن الراصد لأوضاع الناس، يدرك عن يقين أن الشارع المصري في حال احتقان وسخط شديدين، وأن الناس لم تعد لديها القدرة علي قبول هذه السياسات المجحفة.لقد أصبح الكل يعاني باستثناء الحيتان التي سرقت ونهبت ولاتزال، لم تعد هناك طبقة وسطي أصبحنا أمام طبقتين، طبقة تملك كل شيء لا يزيد حجمها علي 5% وطبقة لا تملك شيئا وهي تمثل الغالبية العظمي من السكان. الشارع المصري أصبح الآن في حالة انفلات وغضب وثورة، وانطلاق أي شرارة كفيل بأن تتحول هذه الجموع الصامتة إلي قوة هادرة قد تدمر كل شيء، لتتحول البلاد إلي ركام في ظرف ساعات قليلة.لا يجب علي الحكومة أن تظن أنها قادرة علي كبت هذا الغضب أو تحجيمه بواسطة رجال الأمن المدججين بأحدث أنواع الأسلحة، فحتي هؤلاء العسكر يعانون الأمرين وهم جزء من نسيج هذا الشعب.،إذا كنتم تريدون استقرارا فأعيدوا الأمل إلي الناس وراجعوا سياساتكم وأوقفوا هذا النمو الطفيلي للحيتان التي امتلأت كروشها حتي الثمالة وامتلكت الملايين والمليارات.عودوا إلي سياسة العدل الاجتماعي، وحققوا للفقراء حدا أدني من حياة كريمة تضمن لهم الاستقرار وتعيد إليهم القيمة التي تساقطت بفعل الصراع علي لقمة العيش.إن كل الحريصين علي أمن واستقرار هذا البلد يجب أن يرفعوا صوتهم عاليا محذرين من خطورة هذه السياسات التي لم نجن من ورائها إلا الدمار والخراب.احذروا من غضبة الشارع، راجعوا أنفسكم، وابحثوا عن طريق يبعث الأمل من جديد، فالأمان الاقتصادي والاجتماعي والسياسي ضرورات مهمة لحماية هذا الوطن وأمنه القومي، أما غير ذلك فالطوفان قادم بلا جدال

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ممكن تقدروا تشاركوا معانا و تقولوا لنا رأيكو فى موضوعاتنا