كل عام و انتم بخير 2013

للعام السابع على التوالى تستمر المدونة فى عرض الافكار و نشر الموضوعات الهامة و اللى جاى احلى ..

الاثنين، 8 ديسمبر 2008

وطـــــــــــــن ( نزف قلم : محمد سنجر )

عواء يشق صمت الليل البهيم
وهن أصاب الجسد المثخن بالجراح

منهك أنا
تتخبط قدماي
لا تقويان على المسير
أسقط
ارتطم وجهي بالأرض
اختلط بفمي طعم الثرى بالدماء
لم يعد نفس المذاق
أحاول الزحف باتجاه الأسلاك الشائكة
نظرة أمل تسللت إلى هناك
تتبعثر أشلائي فوق الرمال الباردة
ناديت بأعلى الصوت
ارتد الصدى
لقد أسمعت إذ ناديت حيا
و لكن ..... .......... ....... ........
بقعة أمل تلمع من بعيد
أزمنة غابرة تحول بيني و بينك
مرت بأنفي رائحة ثراك
أقترب رويدا رويدا
أحاول التسلل
ألم رهيب اغتصب جسدي المنهك
لفتني دوامات النسيان
أغيب عن الزمان و المكان
..............
أفيق ..
كم من الوقت مضى و أنا هنا
لا أدري
أرخى ظلام الغربة سدوله
نظرت هناك ...
لعلي ألمح بصيص الأمل ثانية ..
تغمرني خيبة ظن
بعد قليل
اعتادت عيني الظلام
أتحسس الأسلاك بجواري
أتحسر على ما صرت إليه
ألم لدغني
أحاول نزع الألم الذي توغل بأصابعي
تتساقط الأصابع بكفي
ألقي بها عبر الأسلاك
تتطاير كفي و ذراعي
ذاب الجسد هناك
هل هذا ما وصلنا إليه الآن ؟
أهذا ما تبقى ؟
لا يا سيدي ..
أقولها لك الآن
نعم فلقد ذابت بخاطري خرائطك القديمة
توارت خلف أزمنة النسيان
لم تعد الذي كنت أفخر و أنا أرسمك بكراساتي الابتدائية
و لا عادت تلك الراية التي كنت أحيكها من جديد ملابسي العيدية
هل تذكر ؟
لطالما انتصبت مشدوها بعزها
لم أعد هذا الطفل الذي يطل عليك الآن من بين أسلاكك
نعم ، أقولها لك بكل صدق
ما عدت أحن لهدهدتك
أصبحت بقايا ذكرى
لم أنس يوما صورتك تتسول الرضا على أرصفة الغرب الباردة
جفت الابتسامة فوق شفتاي المتشققة
ذبلت صورة فرسانك البواسل
نعم ذبلت
فلقد رأيتهم في وضح النهار يتقاتلون على الخلافة
و بين جنح الظلام يفتشون بين حاويات القمامة
يبحثون عن نياشين البطولة الزائفة
رأيتهم يبحثون عما يسد جوعهم
ينتظرون على استحياء بقايا من فتات لحوم خنازيرهم
نعم ، خنازيرهم التي لعقت جراحهم بالأمس القريب
سقط قلبي عندها يا سيدي
نعم ، سقط و تكسر بين قدماي
لا فائدة
أرجوك ارحل و لا تعقب
فلم أعد أحتمل رؤية دموع الذلة تترقرق بين عينيك
فما عدت تطاول السحاب في عيون صغارك
خلع الفرسان دون حياء دروع الشموخ
وجدتهم يعرضون سيوفهم الصدئة
الملوثة بدماء إخوانهم فوق الرصيف
يبادلونها بزجاجة خمر أو قرش من حشيش
أرجوك ارحل
نعم ارحل فما عدت الأب و لا الأم و لا الأخ و لا الصديق
كفاك ذلا و ارحل في صمت
فما عادت شمسك تشرق بدفئها الصباحي
أمسى هلالك يتوارى على استحياء في مطلع شهره القمري
ارحل
فلن يتسلل بين الضلوع حنين ذكرى
سأركض محاولا الفرار
سأنزف حزنا
سأفر مبتعدا مخلفا بقايا ألم
تظللني غيمة خيبة أمل سنين طويلة
فلا فائدة
فلم أعد أنا .. أنا
و لم .. تعد .. أنت .. الوطن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ممكن تقدروا تشاركوا معانا و تقولوا لنا رأيكو فى موضوعاتنا