ما نجيلكومش في حاجة وحشة
دخلنا سرادق العزاء أنا وصديقي.. وجلسنا.. في أسي.. برغم أن المرحوم لا تربطنا به أي صلة.. سوي أنه كان مسئولا كبيرا في الحكومة.. وعزاءات المسئولين الكبار حينما يتوفاهم الله يحضرها مسئولون كبار آخرون علي قيد الحياة.. يكون لقاؤنا بهم في العزاء فرصة للتعارف وتخليص حاجات.. وأهو واجب بنعمله.. وأي مصلحة ما يضرش.. كان القارئ يعلم جيدا.. أنه يقرأ في عزاء له وضع خاص.. فكان يتفنن ويبدع ويجلجل وهو يقرأ.. وينظر نحو الداخلين ليتعرف علي شخصياتهم فهذا وزير.. وهذا وكيل وزارة.. وهذا فنان معروف.. وذلك لاعب كرة شهير.. وبعد أن أنهي الربع الأول..
بدأ بعض المعزين في القيام يتأهبون للانصراف.. فإذا بالقارئ.. والله العظيم هذا حدث.. يشخط في أحدهم ويقول يا عم انت لسه جاي قايم وماشي؟! لحقت تقعد؟! اقعد واسمع وجلس الرجل مذعورا.. ولما كان أخوكم.. مزنوق.. وأريد أن أذهب إلي الحمام.. فقد تماسكت.. وقررت ألا أقوم من مكاني إلي أن ينتهي القارئ.. أحسن ما الواحد يسمع له كلمة ولا حاجة احنا جايين نعزي.. مش جايين نتهزأ.. ولكن.. مش قادر.. مش قادر فرفعت إصبعي وأشرت للقارئ أنني أريد الذهاب إلي الحمام.. فإذا به يقول في الميكروفون.. خش يا أخي من هنا الحمام تالت باب ع الشمال!!.. هكذا يا عم الشيخ في الميكروفون!!.. جامع عمر مكرم كله عرف إني رايح الحمام!!
ذهبت وعدت مسرعا لأنني لو لم أعد سيفضحني عم الشيخ ويمكن يعلن في الميكروفون أنني زوغت من العزاء.. جلست في مكاني وحييته برأسي لأثبت حضوري فرد التحية.. جلست أتأمل الوجوه الجالسة بجوارنا.. لا أثر للحزن علي أي منهم وكلهم جاءوا لمجاملة معارف المسئول الكبير.. إلي أن.. نظرت أمامي.. ويا للمفاجأة.. هل تعلمون من كان جالسا؟.. إنه المسئول الكبير نفسه المتوفي.. المرحوم بشحمه ولحمه جالسا أمامي في العزاء.. قلت لصديقي مذعورا انظر أمامك.. هل تري ما أراه.. فنظر صديقي.. وهو غبي علي فكرة..
وقال: ماذا تري؟.. اسكت بأه أحسن القارئ بيبص لنا.. قلت له يا عم الراجل اللي قاعد قدامك ده.. بص له.. قال صديقي: ماله.. قلت له مش ده المرحوم سليم بيه شافع.. قال صديقي: آه احنا ح نهزر بأه.. انت شكلك كده جاي فايق.. قلت له يا عم ركز في ملامحه.. هوه.. والنعمة الشريفة هوه.. قال صديقي: يا أخي تلاقيه أخوه.. ما هم شبه بعض.. قلت له سليم بيه مالوش أخوات.. قال لي: ما يمكن ابنه؟! قلت له بأه ابنه شعره أبيض كده.. قال: لازم من الزعل.. يا عم هوه والنعمة هوه سليم بيه شافع!! وصاحبي يهدئني يا بني ما تلمش علينا الناس.. أهوه الربع خلص.. قوم بينا..
أبأه عيل لو حضرت معاك عزاءات تاني.. ده انت فضيحة!!.. بعد أسبوع تلقينا ببالغ الحزن والأسي نبأ وفاة شريف بيه عبدربه.. وذهبت وحدي هذه المرة.. وجاءت جلستي بجوار صديقي.. كتم ابتسامة حينما رآني.. وأدار وجهه.. لا أعلم لماذا.. بالعب حواجبي أنا؟! لم أعره اهتماما.. كان القارئ هذه المرة أقل حدة من القارئ بتاع سليم بيه شافع.. وقبل أن ينتهي الربع.. رفعت رأسي.. ويا نهار أسود.. كان شريف بيه عبدربه جالسا في ركن من العزاء وحده.. يهز رأسه في أسي.. وبعدين بأاااه؟! وهمست لصديقي.. بص هناك كده.. آخر الصوان علي اليمين.. مين ده.. فأجاب صديقي.. وهو غبي جدا علي فكرة.. معرفوش..
يا عم أبوس إيدك.. بص له كويس.. مش شريف بيه عبدربه.. قال وهو يكاد يتفجر.. تاني.. انت ما بتحرمش.. انت يعني مستقصدني!! إيه اللي بيجيبك تقعد جنبي بس!! خرجنا من العزاء وهو يلعن الظروف التي تلقي به أمامي.. وأمام العزاء قابلنا صديقا لنا.. ولكنه ذكي جدا علي فكرة.. حكي له صديقي( الغبي جدا علي فكرة) ما حدث في العزاءين الأول والثاني.. وأخذ يشكو له من أن دماغي لم تعد تنفع بعد ذلك.. وأنني أعيش في حالة من الهلوسة والتهيؤات.. وإذا بصديقي( الذكي جدا علي فكرة).. بكل بساطة.. يقول: أنا حضرت عزا سليم بيه شافع..
وقابلته هناك.. وسلمت عليه.. وأهوه أنا لسه معزي شريف بيه عبدربه وسلمت عليه هو كمان.. فيها إيه.. مش فاهم!!.. إيه اللي مضايقك يعني.. ونظر صديقي الغبي نحونا وقد فتح فمه في بلاهة.. ولم يستطع النطق.. كان يظن أنني المخرف الوحيد.. فوجد لي رفيقا.. واستمر صديقي الذكي في كلامه.. يا جماعة.. المسئولون هكذا.. ربما ينزل لهم نعي في الجرائد.. وتقام لهم سرادقات عزاء.. هذه كلها مسائل شكلية.. ولكنهم لا يموتون.. ده أنا حصل معايا اللي أنقح من كده.. رايح أعزي في وزي ر مات.. فهتفنا به أنا وصديقي الغبي.. ولقيته في العزا!! قال صديقنا الذكي.. يا ريت ده عادي.. قلنا له.. أما لقيت إيه.. قال: لقيته مات فعلا..
دخلنا سرادق العزاء أنا وصديقي.. وجلسنا.. في أسي.. برغم أن المرحوم لا تربطنا به أي صلة.. سوي أنه كان مسئولا كبيرا في الحكومة.. وعزاءات المسئولين الكبار حينما يتوفاهم الله يحضرها مسئولون كبار آخرون علي قيد الحياة.. يكون لقاؤنا بهم في العزاء فرصة للتعارف وتخليص حاجات.. وأهو واجب بنعمله.. وأي مصلحة ما يضرش.. كان القارئ يعلم جيدا.. أنه يقرأ في عزاء له وضع خاص.. فكان يتفنن ويبدع ويجلجل وهو يقرأ.. وينظر نحو الداخلين ليتعرف علي شخصياتهم فهذا وزير.. وهذا وكيل وزارة.. وهذا فنان معروف.. وذلك لاعب كرة شهير.. وبعد أن أنهي الربع الأول..
بدأ بعض المعزين في القيام يتأهبون للانصراف.. فإذا بالقارئ.. والله العظيم هذا حدث.. يشخط في أحدهم ويقول يا عم انت لسه جاي قايم وماشي؟! لحقت تقعد؟! اقعد واسمع وجلس الرجل مذعورا.. ولما كان أخوكم.. مزنوق.. وأريد أن أذهب إلي الحمام.. فقد تماسكت.. وقررت ألا أقوم من مكاني إلي أن ينتهي القارئ.. أحسن ما الواحد يسمع له كلمة ولا حاجة احنا جايين نعزي.. مش جايين نتهزأ.. ولكن.. مش قادر.. مش قادر فرفعت إصبعي وأشرت للقارئ أنني أريد الذهاب إلي الحمام.. فإذا به يقول في الميكروفون.. خش يا أخي من هنا الحمام تالت باب ع الشمال!!.. هكذا يا عم الشيخ في الميكروفون!!.. جامع عمر مكرم كله عرف إني رايح الحمام!!
ذهبت وعدت مسرعا لأنني لو لم أعد سيفضحني عم الشيخ ويمكن يعلن في الميكروفون أنني زوغت من العزاء.. جلست في مكاني وحييته برأسي لأثبت حضوري فرد التحية.. جلست أتأمل الوجوه الجالسة بجوارنا.. لا أثر للحزن علي أي منهم وكلهم جاءوا لمجاملة معارف المسئول الكبير.. إلي أن.. نظرت أمامي.. ويا للمفاجأة.. هل تعلمون من كان جالسا؟.. إنه المسئول الكبير نفسه المتوفي.. المرحوم بشحمه ولحمه جالسا أمامي في العزاء.. قلت لصديقي مذعورا انظر أمامك.. هل تري ما أراه.. فنظر صديقي.. وهو غبي علي فكرة..
وقال: ماذا تري؟.. اسكت بأه أحسن القارئ بيبص لنا.. قلت له يا عم الراجل اللي قاعد قدامك ده.. بص له.. قال صديقي: ماله.. قلت له مش ده المرحوم سليم بيه شافع.. قال صديقي: آه احنا ح نهزر بأه.. انت شكلك كده جاي فايق.. قلت له يا عم ركز في ملامحه.. هوه.. والنعمة الشريفة هوه.. قال صديقي: يا أخي تلاقيه أخوه.. ما هم شبه بعض.. قلت له سليم بيه مالوش أخوات.. قال لي: ما يمكن ابنه؟! قلت له بأه ابنه شعره أبيض كده.. قال: لازم من الزعل.. يا عم هوه والنعمة هوه سليم بيه شافع!! وصاحبي يهدئني يا بني ما تلمش علينا الناس.. أهوه الربع خلص.. قوم بينا..
أبأه عيل لو حضرت معاك عزاءات تاني.. ده انت فضيحة!!.. بعد أسبوع تلقينا ببالغ الحزن والأسي نبأ وفاة شريف بيه عبدربه.. وذهبت وحدي هذه المرة.. وجاءت جلستي بجوار صديقي.. كتم ابتسامة حينما رآني.. وأدار وجهه.. لا أعلم لماذا.. بالعب حواجبي أنا؟! لم أعره اهتماما.. كان القارئ هذه المرة أقل حدة من القارئ بتاع سليم بيه شافع.. وقبل أن ينتهي الربع.. رفعت رأسي.. ويا نهار أسود.. كان شريف بيه عبدربه جالسا في ركن من العزاء وحده.. يهز رأسه في أسي.. وبعدين بأاااه؟! وهمست لصديقي.. بص هناك كده.. آخر الصوان علي اليمين.. مين ده.. فأجاب صديقي.. وهو غبي جدا علي فكرة.. معرفوش..
يا عم أبوس إيدك.. بص له كويس.. مش شريف بيه عبدربه.. قال وهو يكاد يتفجر.. تاني.. انت ما بتحرمش.. انت يعني مستقصدني!! إيه اللي بيجيبك تقعد جنبي بس!! خرجنا من العزاء وهو يلعن الظروف التي تلقي به أمامي.. وأمام العزاء قابلنا صديقا لنا.. ولكنه ذكي جدا علي فكرة.. حكي له صديقي( الغبي جدا علي فكرة) ما حدث في العزاءين الأول والثاني.. وأخذ يشكو له من أن دماغي لم تعد تنفع بعد ذلك.. وأنني أعيش في حالة من الهلوسة والتهيؤات.. وإذا بصديقي( الذكي جدا علي فكرة).. بكل بساطة.. يقول: أنا حضرت عزا سليم بيه شافع..
وقابلته هناك.. وسلمت عليه.. وأهوه أنا لسه معزي شريف بيه عبدربه وسلمت عليه هو كمان.. فيها إيه.. مش فاهم!!.. إيه اللي مضايقك يعني.. ونظر صديقي الغبي نحونا وقد فتح فمه في بلاهة.. ولم يستطع النطق.. كان يظن أنني المخرف الوحيد.. فوجد لي رفيقا.. واستمر صديقي الذكي في كلامه.. يا جماعة.. المسئولون هكذا.. ربما ينزل لهم نعي في الجرائد.. وتقام لهم سرادقات عزاء.. هذه كلها مسائل شكلية.. ولكنهم لا يموتون.. ده أنا حصل معايا اللي أنقح من كده.. رايح أعزي في وزي ر مات.. فهتفنا به أنا وصديقي الغبي.. ولقيته في العزا!! قال صديقنا الذكي.. يا ريت ده عادي.. قلنا له.. أما لقيت إيه.. قال: لقيته مات فعلا..
أ/يوسف معاطى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ممكن تقدروا تشاركوا معانا و تقولوا لنا رأيكو فى موضوعاتنا