كل عام و انتم بخير 2013

للعام السابع على التوالى تستمر المدونة فى عرض الافكار و نشر الموضوعات الهامة و اللى جاى احلى ..

السبت، 6 ديسمبر 2008

من الكومودينو إلى شهقة الملوخية.. يا شغل لا تحزن!

من الكومودينو إلى شهقة الملوخية.. يا شغل لا تحزن!



حتى لو كنت تلقيت تعليمك الابتدائي في مدارس ألمانية، ثم التحقت بمدرسة فرنسية في المرحلة الإعدادية. قبل أن تذهب إلى مدرسة بريطانية في ثانوي؛ لتتوج مسارك التعليمي "الويست" ده بالالتحاق بالجامعة الأمريكية، ستجد نفسك عند هذه القضية "رأسك مصري جدا". تنظر للموضوع بقلق وارتياب وربما بمزيج من التأفف والضيق والشك. تسأل نفسك عن الأهداف الخفية الكامنة وراءه. ويسترجع ذهنك كل الذكريات "اللي مش تمام" عن "جمعيات المرأة المفترسة التي تتغدى على الرجال وتتعشى".. ونداءات المساواة القادمة من فجر التاريخ، وصولا إلى أغنية الراحل الكبير "صلاح جاهين" والعصفورة التي غابت "سعاد حسني" (البنت زي الولد).

وربما يكون هذا الموضوع -مش هنقولك عليه دلوقتي خليها مفاجأة- سببا رئيسيا في أن تشطر قلبك إلى نصفين -زيه زي قالب حلاوة الرشيدي كده- محتفظا بنصف حتى تعيش ملقيا الآخر في سلة المهملات؛ لتنسى كل هذا الحب الذي كان يجمعك مع حبيبتك.. خطيبتك.. زوجتك.. أنت وحالتك بقى.

وقتها ستمسح اسمها من الموبايل، لن يكون هناك في "الشورت ليست" اسم "My Love" بعد الآن. وستغير "إيميلك" على الياهو لتجعله على "الجي ميل" حتى لا تأتي عينك صدفة على رسالة بعثتها لك. ستضع كل الدباديب والبارفانات والمحافظ والتي شيرتات التي جلبتها لك في مناسبات متنوعة في كرتونة ضخمة وتدفنها في الصحراء وتؤجر "ذئبا" مرعبا؛ ليحرسها علشان "عاوز أشوف كلب يقرّب هنا"!... وستمزق كل الصور الفوتوغرافية التي جمعتك معها. بل وستلغي صورتها من على "الديسك توب" وتضع مكانها "القردة شيتا" -على الأقل عمرها ما تفكر في اللي هي فكرت فيه- وقد تقدم -لو غلبك حمارك وقلبك وعقلك- على طلب هجرة إلى أمريكا أو تتصل بـ"أسامة بن لادن" عبر الستالايت لتنضم إلى القاعدة حتى تنسى هذه "الخيانة".





نتحدث عن كونك رجلا "حلو وكده" ثم تفاجأ -شوف يا أخي الفضائيات بوظت أخلاق الناس إزاي!- بالست حرمك أو الست خطيبتك أو أي ست تعرفها وخلاص تصاب بحالة الهلوسة العالمية، وتجدها تؤكد لك -مش كفاية تطلب أو تتوسل أو تتعطف- بأنها -قال إيه- "ناوية تشتغل لما نرتبط ببعض.. بعد الجواز يعني"!...

ده على أساس أنك مصاب بتحول فسيولوجي خطير سيجعلك تقوم بكل المهام النسائية الصرفة في المنزل من أول غسيل الأطباق وإعداد الرضعة وتغيير الكفولة للأطفال نهاية بنشر الغسيل وإطلاق الشهقة إياها أثناء صناعة طبق الملوخية المعتبر!...





هذه هي آخر الحملات المحمومة للمساواة بين الرجل والمرأة، والدعوة -شوف إزاي- لأن تحقق المرأة طموحها وذاتها في العمل، وأنه -شوف إزاي كمان مرة- يمكن للمرأة الناصحة أن توفق بين عملها وبين أسرتها، بل -شوف إزاي آخر مرة- يضربون لك الأمثال بالدكتورة الفلانية والأستاذة الجامعة العلانية والوزيرة اللي هي، وبأنهن جميعا شغالين في البيت والشغل ولا توجد لديهن مشكلات ضخمة تمنعهن من أن يصبحن أمهات مثاليات ومنافسات للرجال في العمل أيضا.. تهريج ده ولا مش تهريج؟!...

نتكلم جد بقى؟.. نتكلم.. رغم أن كل الكلام اللي فوق لم يكن جميعه هزار بالمناسبة، دعنا نتفق أن فكرة عمل المرأة كانت فكرة مرفوضة لسنوات طويلة وممتدة حتى في تلك الدول العظمى والكبرى والتي تتحدث هذه الأيام طول الوقت ليل وصبح وصبح ليل عن ضرورة المساواة بين الجنسين، أوربا خير مثال على ذلك؛ لأنه وحتى بدايات القرن العشرين كان خروج المرأة في أوربا للعمل أمرا شديد الندرة واستثنائيا، لكن التطور في هذا الشأن حدث "جبريا" بسبب الحرب العالمية الثانية حينما "راح الرجال في الحرب" ولم يعد هناك عدد كافٍ لتشغيل المصانع والآلات فشمَّرت المرأة الأوربية عن ساعديها وتقمصت دور الواد "بلية الأوربي" وعاد هدير المصانع الجديد لكنه بلمسة أنثوية ناعمة هذه المرة.

مختصر الكلام أن نظرة العالم بأسره لعمل المرأة لم تتقدم إلا مؤخرا، لكن بما أننا أساسا قاعدين في "المؤخرة" فلا بد وأن يأتي هذا الـ"مؤخرا" متأخرا جدا، رغم أنك لو دققت ستجد أن هناك توازيا في التوقيت بين خروج المرأة للعمل في أوربا وخروجها في مصر، لكن الفارق أنه في أوربا يتحرك الزمن بينما انتهت بطاريات الزمن في مصر عند ثلاثينيات القرن العشرين.

القصد.. بما أن 21% من العاملين في مصر هم من حزب تاء التأنيث، وبما أن هذه النسبة تعني "شوية ملايين" من السيدات بعضهن متزوجات وبعضهن الآخر "على وش جواز"، وبما أن هناك ملايين.. دعنا نقول آلاف الطالبات في الجامعات والمعاهد وكثير منهن يردْن العمل فور التخرج لتحقيق طموحاتهن الشخصية المشروعة، وبما أن هناك نسبة كبيرة من الرجال في مصر ينظرن لعمل المرأة نظرات "فيها إن"، إذن نحن أمام مشكلة كبرى تهدد أي علاقة عاطفية بين أي اثنين بيحبوا بعض، وأن كثيراً من قصص الحب تقف عند هذا الخط الحاد الفاصل العصيب.. شغل أو لا شغل، بيت أو لا بيت، طموحك أو أولادك.

لن ندخل في خلفيات اجتماعية أو مفاهيم دينية -ربما يستقبلها المتلقي بشكل خاطئ ويفسرها بشكل أكثر خطأ- حتى لا يتحول الموضوع إلى ورقة في كتاب اجتماعي ملقى على الرصيف، وإنما دعنا نتحدث عن حل لتلك المشكلة.. أنت رجل وهي امرأة -شفت كل حاجة سهلة إزاي!- أنت لا تريدها أن تلتحق بعمل بعد الزواج -وربما قبله- لأسباب كثيرة: "أنا الراجل -عشان ما حدش يعاكسك- هتجيبي فلوس كام يعني -حققي ذاتك مع أولادك يا أبلة- هو تضييع وقت وخلاص"، فيما هي مصرّة على العمل قبل الزواج وبعده لأسباب كثيرة: "كوني ست ما يمنعش إن يكون لي طموح -مش كل بنت رايحة شغلها بتكون نازلة من بيتها عشان تتعاكس- لو حتى هاجيب مصاريف المواصلات بس المهم أشعر بأني مشاركة في المسئولية- نفسي أحقق ذاتي في البيت وفي الشغل- ده مش تضييع وقت واتكلم كويس!"... حسنا ما الحل؟...





نظريا من الجيد جدا أن يكون هناك مصارحة بين الرجل والمرأة فيما يتعلق بالأمور الشائكة -هو طبعا العمل مش موضوع شائك بس إحنا خليناه زي الصبّار ولا مؤاخذة- وعليه، من الصواب جدا أن يتصارح المخطوبان أو المرتبطان عاطفيا برأي كل طرف فيما يتعلق بالعمل بعد الزواج.. حيث إن وضع النقط مبكرا يساعد على القراءة بشكل صحيح.

هذا رقم واحد.

رقم اثنين: من المهم أن يدرب كل طرف نفسه على المرونة، ليس مطلوبا أن يصبح كما "اليويو" طبعا يروح مع الرايحين وييجي مع الجايين، وإنما فقط لديه قدرة على تقبل أفكار مغايرة لما يعدُّها أشياء غير قابلة للنقاش، وأن يُلغي تلك الجملة بالأساس "غير قابل للنقاش" من قاموسه؛ لأنه بكل تأكيد بشري -زينا كده بالظبط بيأكل وبيشرب وينام وبيروح الحمام لما يكون مزنوق!- وليس نبيا يحمل وحيا من السماء.. مهمة شديدة الصعوبة هذه وستتجلى صعوبتها تحديدا في موضوع "عمل المرأة" خاصة ونحن بالأساس مجتمع لا يعرف أنه في اللغة العربية مفردات من عينة "نقاش" "حوار" "إقناع".

المرونة هذه ستجعل الوصول إلى حل وسط أمرا واردا جدا، مع الحذر كل الحذر من الوقوع في فخ "الابتزاز العاطفي الذكوري": (إنت عاوزة تشتغلي على عكس رغبتي.. يبقى إنت مش بتحبيني يا "كوثر".. كده؟.. خلاص براحتك.. روحي اشتغلي اتفضلي.. يالاّ بسرعة عشان اتأخرتي على شغلك وابقي حاسبي إنت بقى على المشاريب مش حضرتك امرأة عاملة!)، أو "الابتزار العاطفي الأنثوي": (أنت مش عاوزني أشتغل عشان تحبطني وتجيب لي اكتئاب.. وعشان مش بتحبني أصلا يا "أبو السباع".. ماشي يا "أبو السباع" هانفّذ رغبتك.. هأقعد في البيت زي الكومودينو تحط عليه الساعة والولاعة.. هأقعد في البيت لغاية ما ييجي لي اكتئاب واتخرس ونحبّ بعض بعد كده بالإشارة)!...






الأمور لا تؤخذ هكذا، وثِقْ بأن من يبتزّك عاطفيا يفعل ذلك عادة من أجل مصلحته الشخصية وليس من أجل مصلحة مشتركة، وأن كل الأمور في الدنيا تقبل الحلول الوسط إذا أراد الطرفان ذلك فعلا، خصوصا فيما يتعلق بقضية عمل المرأة المتزوجة هذه.

الأكيد أن الأعباء على المرأة المتزوجة العاملة تتضاعف، خاصة إذا ما كان هناك أطفال، لكن عملية توفيق الأوضاع هذه واردة جدا بكثير من التنظيم، وتخضع بشكل أساسي لقدرات المرأة، فما الذي سيحدث مثلا إذا وافق الزوج المتشدد على عمل زوجته على أساس التجربة، فإن استطاعت أن تحقق المعادلة الصعبة فـ"Very Good" فلتكمل مسيرتها أما إذا اتضح بالفعل أنها فشلت في الاختبار فالتفرغ للمنزل هذه المرة سيكون منطقيا جدا مدعما بالأدلة، خاصة أن الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية تغيرت كثيرا هذه الأيام وما كان غير مقبول في سنوات سابقة صار طبيعيا جدا الآن، بجانب أن للمرأة حقا أصيلا بالفعل في تحقيق طموحاتها التي -بشكل أو بآخر- ستعود على أسرتها "فلوس ومناصب ونفوذ وعربية بسواق وموبايل بكاميرتين.. حاجة تفرّح يعني"!...

الخلاصة: لا يوجد رأي قاطع نهائي بخصوص إشكالية "عمل المرأة المتزوجة"، كل حالة لها خصوصيتها وتفاصيلها، والمقياس النهائي لحسم ذلك الموضوع هو درجة الحب والتفاهم والتقارب وتقدير كل طرف لطموحات الآخر.. واللي مش مصدق يسأل "كوثر" و"أبو السباع"!....

منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ممكن تقدروا تشاركوا معانا و تقولوا لنا رأيكو فى موضوعاتنا