* قوانين ربّانيّة لنصرة الدّين والقضيّة *
قال الله تعالى : (( ولقد كتبنا في الزّبور من بعد الذّكر أنّ الأرض يرثها عباديَ الصّالحون * إنّ في هذا لبلاغاً لقوم عابدين )) الأنبياء .
وقال تعالى : (( وقضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرّتين ولتعلنّ علوّاً كبيرًا * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الدّيار وكان وعداً مفعولا * ))
(( إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها ، فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرّة وليتبّروا ما علوا تتبيرًا ))
فمن هم عباد الله الصّّالحون الّذين سيرثون الأرض ؟ ما صفاتهم؟ ما أقوالهم؟ وما أفعالهم ؟
وما صفات وأقوال وأفعال عباد الله أولو البأس الشّديد الّذين سيدخلون المسجد الأقصى كما دخلوه من قبل ؟
وما صفات وأقوال وأفعال عبد الله المقاتل الّذي سيتفاعل معه الشجر والحجر وحدّثنا عنه رسول الله في حديثه : ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود, فيقتلهم المسلمون , حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر أو الشجر , فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعال فاقتله , إلّا الغرقد فإنّه من شجرهم )
عباد الله أو عباد الرّحمن ... وارثوا الأرض وقاتلوا اليهود و محرّروا الأقصى هم من جاء ذكرهم في سورة الفرقان :
1) المتواضعون الّذين يمشون على الأرض بسكينة ووقار دون تكبّر ، وإذا خاطبهم السّفهاء بما يسيء تركوهم بلا خير ولا شرّ .
قال تعالى : (( وعباد الرّحمن الّذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالو : سلاماً ))
2) والّذين يبيتون في اللّيل ساجدين لله ، قائمين يصلّون له خاشعين غير مرائين ولا ساهين . قال تعالى : (( والّذين يبيتون لربّهم سجّداً وقياماً ))
3) والّذين يخافون مقام ربّهم ويخشون عذابه فيدعونه قائلين : ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنّم ، إنّ عذابها كان لازماً دائماً . بئست وقبحت موضع استقرار وإقامة .
قال تعالى : (( والّذين يقولون ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنّم ، إنّ عذابها كان غراماً* إنّها ساءت مستقرّاً ومُقاماً))
4) والّذين إذا أنفقوا شيئاً من أموالهم كان إنفاقهم وسطاً فلا سرف عن سفه ولا تقتير عن شحّ . قال تعالى : (( والّذين إذا أنفقوا لم يُسرفوا ولم يَقتروا وكان بين ذلك قواماً))
5) والّذين لا يعبدون مع الله إلهاً آخر ولا يتخذون ربّاً سواه من صنم أو طاغية أو هوى متّبع ، ولا يقتلون عمداًً نفساً حرّم الله قتلها إلا بحقّ : ( وهو الكفر بعد الإيمان ، والزّنى بعد الإحصان ، وقتل نفس بغير نفس ، ولا يقترفون الزنا ولا يقربونه ) ، ومن يفعل أحد الكبائر الثلاثة تلك يلق في الآخرة عقاباً جزاء إثمه وعدوانه . ويضاعف له العذاب بسبب انضمام المعصية إلى الشّرك يوم القيامة ويخلد في عذابه ذليلاً مهاناً . لكن من تاب من ذنوبه في الدّنيا ، وآمن بالله ورسوله ، وعمل بما أمر الله به وانتهى عما نهى عنه فأولئك يبدّل الله سيّئاتهم إلى حسنات في الآخرة . وكان الله كثير المغفرة والرحمة بعباده التّائبين ، ومن يتب إلى الله توبة نصوحاً فتلك هي التّوبة المرضيّة المقبولة عند الله تعالى .
قال تعالى : (( والّذين لا يدعون مع الله إلهاً ءاخر ، ولا يقتلون النّفس الّتي حرّم الله إلّا بالحقّ ، ولا يزنون ، ومن يفعل ذلك يلق أثاماً * يُضاعَفْ له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مُهاناً * إلّا من تاب وءامن وعمل عملاً صالحاً فأولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسنات ، وكان الله غفوراً رحيماً * ومن تاب وعمل صالحاً فإنّه يتوب إلى الله متاباً))
6) والّذين لا يشهدون الشّهادة الكاذبة عمداً ولا يحضرون مجالس الباطل ؛ لأنّ المشاهد كالمشارك ، وإذا مرّوا باللّغو وهو السّاقط من القول والفعل مرّوا معرضين عنه وترفـّعوا عن مشاركة أهله . قال تعالى : (( والّذين لا يشهدون الزّور وإذا مرّوا باللّغو مرّوا كراماً ))
7) والّذين وعظوا بالقرآن ، أقبلوا عليه منصتين مبصرين منتفعين ، ولم يكونوا عنه معرضين قال تعالى : (( والّذين إذا ذُكِّروا بآيات ربّهم لم يخرّوا عليها صُمًّا وعُميانًا))
8) والّذين يجمعون إلى مخافتهم من عذاب ربّهم رجاء برحمته في الدّنيا والآخرة فهم يدعونه قائلين : ربّنا ارزقنا من أزواجنا وأولادنا ما تقرّ به عيوننا وتسرّ به نفوسنا بتوفيقهم للطّاعة والصّلاح والفضيلة ، واجعلنا قدوة في الخير . وما طلب القدوة في الخير للفخر ولكن للقيام بموجبها والاستزادة من الأجر والثواب حين يجمعون إلى أجورهم كقدوات صالحة أجور من يقتدي بهم إلى يوم الدّين .
أولئك هم عباد الرّحمن الّذين يجزون أعلى منازل الجنان وأفضلها ويلقون فيها تحية من الملائكة وسلاماً ، جزاء لهم لصبرهم في أربع : على الطّاعة ، وعن المعصية وعند البلاء وعلى أذى النّاس .
ويخاطب الله تعالى رسوله بقوله : أيّها الرّسول قل لجميع النّاس : لا يبالي بكم ربّي لولا عبادتكم ودعائكم فإنما هو خلقكم لعبادته . والمعنى : كونوا لله كما يريد يكن لكم كما تريدون . وإن تكذّبوا الله ورسوله فسوف يكون جزاء ذلك ووباله ملازماً لكم في الدّنيا والآخرة .
قال تعالى : (( والّذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذرّياتِنا قرّة أعين واجعلنا للمتّقين إمامًا * أولئك يُجزون الغرفة بما صبروا ويلقَّون فيها تحيّة وسلامًا* خالدين فيها ، حسُنت مستقرًّا ومُقامًا * قل ما يعبؤا بكم ربّي لولا دعاؤكم، فقد كذّبتم فسوف يكون لزامًا))
فلنختبر أنفسنا فيما سبق من صفات عباد الرحمن الـ 12 في كتاب الله، ولنر كم أوتيناه منها ، وكم ما حرمناه منها ... لنعرف ... هل سنكون نحن جيل النّصر والتّمكين ؟ أم هل سنكون ممّن سيخرّجون هذا الجيل ؟ أم هل سنكون ممّن سيشهدون النّصر والتّمكين سواء بأجسادهم أو بأرواحهم ولهم فيه ولو سهم ، أم أنّنا عن كلّ ذلك مبعدون ؟ أعاذنا الله .
فلندع الله تعالى أن نكون أحد الثّلاثة أو أن يقبضنا الله إليه قبل أن يأتي يوم الحصاد شاهداً على تفريطنا في زمن الزّرع فنكون من النّادمين... وحينها سيكون باطن الأرض خير لنا من ظاهرها .
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً *** ندمت على التفريط في زمن الزّرع
بحث وإعداد : ميسون قصّاص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ممكن تقدروا تشاركوا معانا و تقولوا لنا رأيكو فى موضوعاتنا