كان للخليفة المأمون جواد أصيل مميّز، رغب رئيسُ قبيلة في شرائه ، فرفض المأمون بيعه. فقرّر ذاك الحصول عليه بالخداع .
وإذ علم أنّ المأمون معتاد أن يذهب إلى الغابة ممتطياً جواده ، ذهب وتمدّد على الطّريق، وتظاهر بأنّه شحّاذ مريض ، ولا قوّة له على المشي .
ترجّل المأمون عن حصانه وقد أخذته الشفقة ، وعرض عليه أن ينقله على حصانه إلى مستوصف لتطبيبه ، وساعده على ركوب الحصان. وما أن استقرّ صاحبنا على ظهر الجواد حتى لَمزَه برجله وأطلق له العنان .
شرع المأمون يركض وراءه ويصيح به ليتوقّف. ولمّا أصبح على بعد كاف ليكون في أمان، توقّف ونظر إلى الوراء ، فبادره المأمون بهذا القول:
* لقد استوليت على جوادي ، لابأس! إنّما أطلب منك معروفاً .
ـ وما هو؟
* ألاّ تقول لأحد كيف حصلت على جوادي.
ـ ولماذا ؟
* لأنّه في يوم ما قد يرى النّاس إنساناً مريضاً حقاً ملقًى على قارعة الطّريق ويطلب المساعدة فإذا انتشر خبر خدعتك سيمرّ الناس بالمريض ولن يسعفوه خوفاً من أن يقعوا ضحية خداع مثلي.
* ابذل النّصح حتّى لمن أساء لك فإنّّ النّصح أمانة وتركه خيانة ، وليكن حرصك على تبليغ الأمانة بصدق مثل أو أكبر من حرصك على استرداد الحقّ
* قد نسيء أو نخطئ أحياناً ... لكنّ الأسوأ من الخطأ هو المجاهرة به .. لأنّنا لا ندري ما قد تحدثه إساءة واحدة نجهر بها من فساد وضياع للقيم والأخلاق بين النّاس .
صياغة وإضافة : ميسون قصّاص
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ممكن تقدروا تشاركوا معانا و تقولوا لنا رأيكو فى موضوعاتنا