كل عام و انتم بخير 2013

للعام السابع على التوالى تستمر المدونة فى عرض الافكار و نشر الموضوعات الهامة و اللى جاى احلى ..

الأربعاء، 7 يناير 2009

... قليل البخت ...

.. قليل البخت ..


لا أطيق الأبراج ولا كلام الأبراج ولا خبراء الأبراج الذين يطلعون لنا على الشاشات ليؤكّدوا لنا
بثقة متناهية .. أنّ برج الثور برج طيّب عصبي ولكنّه لا يؤذي أبداً .. وهذا الذي خبطني بسيّارته
وحطّم سيّارتي تماماً ونزل منها ليشتمني كنت متأكّداً أنّه عقرب .. فطلع ثوراً رغم أنف الخبير ..
وياليت أهل الخبرة في عالم الأبراج الذي لا أعلم كيف صار علماً بقدرة قادر .. يقتصرون على
الظهور على الشاشات فقط .. بل إنّني أرى الكثيرين من حولي واخدينها جدّ قوي .. فهذه تتنهّد
في حسرة على خطيبها الذي طار .. وهي تقول .. أصل محسن كان ميزان والميزان دايماً
كده ما يحبّوش الاستقرار ولم تقل أنّ سبب فسخ الخطبة أنّه ضبطها مع واحد برج الأسد ، وهذه
أراها لأولّ مرّة .. تظلّ تنظر نحوي صامتة لأكثر من ربع ساعة .. تحملق في وجهي وجايباني
من فوق لتحت .. ثمّ فجأة كأنّها جابت التايهة .. توجّه إصبعها نحوي بكلّ ثقة .. وتقول .. يوسف ..
انت برج دلو .. صح !!
هنا أندهش .. طبعاً لازم أندهش .. كيف علمت يا سيّدتي أنّني دلو .. عذراً برج دلو .. تقول بابتسامة
مليئة بالخبث .. باين عليك خالص .. انت إنسان هادي وذكي .. ومش سهل .. طيّب جدّاً .. بس لمّا
يفيض بيك يا ساتر يا ربّ .. فعلاً .. صحّ .. أنت فظيعة كأنّك تعرفيني من سنين ..وتستمرّ السيّدة
الخبيرة في محاضرتها عنّي انت لك أصدقاء كثيرين جدّاً .. ولكن في الواقع ليس لك أصدقاء .. صحّ ؟!
أهتف في انبهار .. فعلاً .. صحّ .. عرفتي إزّاي .. وتتحوّل صاحبتنا إلى قارئة فنجان فجأة .. فتقول لي ..
خلّي بالك من برج العقرب .. عشان بتوع العقرب بيكرهوا الدلو .. أقول لها يا نهار أسود ده أنا أعزّ
أصدقائي برج عقرب .. أعمل إيه معاه ده بأه .. تقول لي .. ولا حاجة .. بس حرّص منه .. تشتعل
الجلسة .. ويتوهّج الحوار فهذا يهتف بها .. أنا سرطان أعمل إيه .. تقول له بسرعة وخبرة ..
انت حنيّن قوي .. وعندك عطاء لكلّ اللي حواليك بس خد بالك .. أحسن تعوّد اللي حواليك على كده ..
يهتف صاحبنا السرطان .. فعلاً بالضبط .. وتضيف صاحبتنا .. بس حاول ما تسهرش كتير ل
أنّ برج السرطان عدو السهر .. وبرجه برج نهاري .. يعني يتألّق الصبح .. مع الليل يكون فقد تألّقه وبريقه ..
ينظر صديقنا السرطان في الساعة .. ويستأذن عشان ينام بدري وأعرف مديرة كبيرة تشغل منصباً مرموقاً ..
تؤمن بالأبراج إيماناً كبيراً لدرجة أنّها تغلق باب حجرتها عليها موتظلّ من صباحيّة ربّنا لا حديث لها سوى
الأبراج ـ وصفات الأبراج حتّى أنّ الموظّفين الخبثاء عرفوا أنّ هذا هو الطريق إليها فصاروا يقحمون الأبراج
في كلّ حديثها وصار العمل يسير بالأبراج .. فهذا برج جدي بلاش منّه وهذه برج أسد يا أهلاً بها ..
حتّى أنّ أحد الموظّفين من فرط ما عاناه من الاضطهاد .. غيّر برجه كان عقرباً .. فصار حملاً ..
والكلام في الأبراج هو وسيلة توحي لمن نكلّمه بأنّنا نفهمه جيّداً أكثر ممّا يفهم هو نفسه .. والواقع إنّه
مجرّد كلام فاضي يؤكّد إنّ محدّش فاهم حاجة وبالمناسبة .. أعتذر للصديقة التي وجّهت إصبعها نحوي
وقالت لي .. انت دلو .. وأخذت تعدّد في مزايا برج الدلو التي تنطبق عليّا تمام الانطباق .. إذ أنّني في
الواقع برج عذراء .. وإنّما أخذتها على قدّ عقلها .. وأنا أعلم أنّها ستزعل منّي وستؤكّد أنّها كانت على صواب ..
وأنّني عذراء كارف على دلو .. والحقيقة أنّني بعد أن قرأت صفا ت الأبراج وجلست مع الخبراء
المتبرّعين في وصف الأبراج .. اكتشفت أنّني تنطبق عليّا مواصفات ستّة أبراج على الأقلّ ..
فأنا أسد أحياناً .. وعذراء قليلاً .. وثور كثيراً .. وجوزاء يوم بعد يوم .. ويوم الثلاثاء بابأه ـ أكون ـ ميزان ..
ولذا حينما أقرأ البخت المنشور في الصحف أقرأ الأبراج كلّها وأختار ما يعجبني فهذه رحلة سعيدة تنتظرها منذ
وقت طويل .. وهذا مال في الطريق إليك .. وهذا صديق تكتشف أنّه يخونك .. فأسافر كما يسافر الأسد وأحصل على
مال السرطان وأكتشف خيانة صديق العقرب .. وفي متابعتي اليوميّة لبختي الشرعي أعني ما يكتب لبرج العذراء
.. فلم تحدث مرّة واحدو ولفقت معايا .. والأبراج يا أعزّائي هي فكرة نصّابة .. لا تفرّق بين غني وفقير ولا بين مواطن
غلبان مثلي يعيش في العالم الثالث ومواطن يأخذ كلّ حقوقه في العالم الأوّل .. وقد كتبت الأبراج مرّة في برج العذراء ..
أنت تعيش أسعد أيّام حياتك .. قرأتها أنا وسخرت منها في مرارة .. وقرأها مواطن عراقي عذراء برضه
وقعت قنبلة فوق بيته وينام في العراء هو وأولاده .. وقرأها مواطن أمريكي عذراء راخر ـ هو الآخر ـ وهو جالس على
المائدة يتناول إفطاره .. وقرأتها ( صوفيا لورين ) وهي برج عذراء أيضاً .. بعد أن أبلغها الأطبّاء أنّه لم يعد في جلدها
ما يشدّ .. ولتقرأها أنت يا عزيزي العذراء أينما كنت وكيفما كانت حالتك .. وإنّي أقترح على فقهاء الأبراج أن
يخصّصو اأبراجاً للأغنياء .. وأبراجاً للوزراء .. وأبراجاً أمريكيّة وفرنسيّة وإنجليزيّة ..
وأبراجاً عربيّة .. أقترح أن يكتب فيها .. أنت تعيش ( أزفت ) أيّام حيـــــاتك ..

أ/يوسف معاطى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ممكن تقدروا تشاركوا معانا و تقولوا لنا رأيكو فى موضوعاتنا