كل عام و انتم بخير 2013

للعام السابع على التوالى تستمر المدونة فى عرض الافكار و نشر الموضوعات الهامة و اللى جاى احلى ..

الاثنين، 13 أبريل 2009

الناس هم من يٌكسبون الألقاب مجداً

بينما أنا راكع في صلاة الجماعة، لاحظت أنني أرتدي فردتي جورب (شراب) مختلفتين، إحداها كُحلي والأخرى سوداء، فشٌغلت بما يدور في ذهن الراكعين بجواري من سخرية، وبعد الصلاة تبسمت للمصلين بجواري وبادرت بالعبارة التالية: شفتوا المقلب اللي عملته في نفسي؟.. فتبسم أحدهم وقال: لا عليك، لكن الشيء اللذيذ انك قتلت السخرية في نفسي بمبادرتك دي.
أعجبتني الفكرة، ورحت أجربها على نطاق "احترافي"، وكان ذلك في برنامج تدريبي على شكل محاضرة أقدمها حول لغة الجسد بأحد الفنادق الراقية، وكان الموضوع يتضمن قراءة ردود الأفعال لدي الخوف والخجل وكيفية تجاوزها، وكان جمهوري من الحاضرين من صفوة رجال الأعمال والمدراء، وبالطبع أتحرى منتهى الأناقة في ملبسي الرسمي.

قبل المحاضرة قمت بافتعال بقعة قهوة على قميصي، وصعدت على المنصة لإلقاء المحاضرة، وكانت أول مقولة لي بعد تحية الجمهور: على فكرة.. البقعة اللي على ملابسي دي بسبب القهوة قبل ما أدخل القاعة من دقيقتين، بل رحت أفتح الجاكت ليراها الحضور، وأكملت: موش عايز بقى أي حد يشغل نفسه بالغمز واللمز علشان نركز.. اتفقنا؟.

تبسم الجميع.. ولم ألحظ أي محاولات تركيز للبقعة طوال المحاضرة، وفي نهاية المحاضرة قمت بتلقي آراء الحضور حول فائدة المبادرة بطرح النقيصة، فأجمعت الآراء على أن المبادرة قضت تماماَ على أي محاولة تلقائية لاختلاس النظر أو التدقيق على البقعة. وهنا جاهرت بحقيقة السيناريو، وكانت تلك اللعبة أساس فهم مفردات لغة الجسد.
لتأكيد فكرتي، تذكر لو أنك تحمل عشرة آلاف دولار وترغب في إيداعها بالبنك، فأغلب الظن أنك سوف تتحسس المبلغ في طيات ملابسك كل لحظة، بل قد تجتهد في حركات الجسد التي يجيد قراءتها اللصوص أو النشّالين لدرجة أنك قد تدعوهم لسرقتك بسبب سلوكك التلقائي.

وبالمثل، لو أن فلاحة عجوز تركب أتوبيس عام ومعها كيس بلاستيك غير شفاف يحتوي فرضاً على مجوهرات بمليون دولار، هل تعتقد بأنها تشد اهتمام أي لص بالرغم من كونها فريسة ضعيفة؟ من المؤكد لا.
لذا لا تترك حقيبة مُغلقة في سيارتك حتى لو كان بها طماطم، فهي مبرر لكسر سيارتك، بل من المنطقي أن تعرضها مفتوحة فذلك كفيل بتجاوز اللصوص لسيارتك.

وأتذكر طفولتي عندما كنت أقبض بشدة على العملة المعدنية فئة الخمس قروش.. كانت تشتري آيس كريم بخمسين جنيهاَ حالياَ، وأضع يدي في جيبي حتى تتعرق ويؤلمني معصمي.

هذا هو السلوك التلقائي للبشر..

وعملاَ بهذا المبدأ، صّرح أحد الأثرياء بأن الشهرة تضمن لك ارتداء ساعة يد رخيصة، ومن المؤكد أن الجميع سوف يرونها غالية جداَنعم... فنحن نٌقدر قيمة الأشياء بإسنادها إلى قدر حائزيها.

د.بهي الدين مرسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ممكن تقدروا تشاركوا معانا و تقولوا لنا رأيكو فى موضوعاتنا